المقالات

قلعة التحالف، وشراكة المتحدين المنتصرين

1041 18:31:48 2014-05-13

علي محسن الجواري

التنافس بين بني ادم، ليس بالأمر الجديد، ورغم اختلاف الأسباب، والمبررات، وأدوات حسم التنافس، الذي قد يتطور ويتحول إلى صراع، إلا أن الهدف المنشود واضح، الهيمنة واثبات صحة الرأي، كلنا سمع أو قراء قصة هابيل وقابيل، وعلى نفس النهج سار باقي النسل، ظالم ومظلوم، قاتل ومقتول، وكل يدعي الحق لنفسه، وما بين أرجل الجبابرة، ثمة من يسحق، ليعتبر بعد ذلك شهيد الصراعات.
أما التنافس في أيامنا هذه فهو بالشكل أجمل، وبالمضمون أقسى، يكون الموت في كثير من الأحيان غاية السعادة، وألذ الخسائر، مقابل تثبيت مبدأ، وإحقاق حق، والحياة منتهى البؤس، وأمر الانتصارات، بضياع المبادئ ، وغلبة الباطل.
وبعد انتهاء المنافسة الانتخابية بين الأخوة، في ملحمة الانتخابات، وانتظار النتائج النهائية، بعد أن عرف عنوان الكتاب، وقرأت مقدمته، هرع كل فريق وكل طرف من المنتصرين، إلى إجراء مباحثات أولية، معلنة وسرية، لوضع التفاهمات لتشكيل الحكومة القادمة، وكل ذهب بطبيعة الحال، إلى من يقترب منه في نقاط معينة، قد لا تشكل فارقاً أساسياً ويمكن التفاوض عليها، وان وجدت نقاط خلاف جوهرية فان بعض الكتل السياسية، قد لا يعتني بها، فوفرة كراسي السلطة، ونعومة الحقائب الوزارية، كفيلة بحل كل الخلافات، التجمع عند نقطة واحدة، المصلحة الحزبية والشخصية.
التحالف الوطني هو الأوفر حظاً، في تولي دفة الحكم، بغض النظر عن الاسم القادم لرئيس الحكومة، فكثير من الكتل القوية التي تمتلك حضورا شعبياً وتأييدا جماهيريا، سعت منذ نهاية العملية الانتخابية، إلى إجراء الحوارات والمباحثات، وعقد الاجتماعات بوفود على مستوى رفيع داخل التحالف، والقيام بزيارات مشتركة ومتبادلة بين الأقطاب الرئيسية للتحالف، وما يهم في الأمر، أن التحالف الوطني يجب أن يكون قوياً، إذا ما أراد النجاح في قيادة البلد، وهذه القوة تأتي من خلال التنسيق المشترك بين مكوناته، وإعادة بناء وترميم بعض التصدعات، ليكون هناك فريق عمل متجانس، يمتلك رؤيا واضحة، ورغم ما أشيع قبل الانتخابات من ذهاب مكونات من التحالف ككتلة المواطن لترتيب اتفاق مع متحدون، الأمر الذي فسر على انه محاولة لذر الرماد في العيون، والالتفاف على الشريك، في محاولة تسقيط سياسي رخيصة، من قبل المنافسين، رغم عدم وجود أساس لهذا الموضوع، بل على العكس، فالمتابع يلاحظ تحركات ملحوظة لعناصر في دولة القانون، باتجاه بعض الكتل الصغيرة، لتشكيل تفاهمات ربما، وبعيدا عن التحالف الوطني، لإرضاء جماهير بعض المكونات وإسكاتها، رغم أن هذه الكتل الصغيرة تمتلك مشاكل داخلية مع جماهيرها، وقد لا تمثلها بالضرورة في كثير من المناطق.
بعض التصريحات والأحاديث التي تطلقها القوى السياسية، تتراوح بين حلين أو شكلين للحكومة القادمة، أولهما حكومة أغلبية سياسية، ستشكلها الكتل القوية فيما يتفرج ممثلو باقي الكتل على الوليمة من بعيد، والثانية حكومة شراكة وطنية، يجلس فيها الأخ الأصغر في حجر أخيه الأكبر ليلقمه بعض اللقيمات.
أن الحل الناجح والأفضل للبلد، هو شراكة مبنية على أساس الثقة المتبادلة، بعيدا عن لغة المنتصر والخاسر، وكل حسب استحقاقه، يكون عنوانها الأول في الاختيار، الكفاءة وحسن الإدارة، شراكة المتحدين المنتصرين بخدمة وطنهم وشعبهم..سلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك