عمار جبار لعيبي الكعبي
بدأ التاريخ يعيد نفسه ..........
سمعنا ونسمع من مجموعة من الفلاسفة في ان التاريخ يعيد نفسه ، بين حين وآخر ، فأحيانا تتكرر المأساة ، وأحيانا اخرى تتكرر المواقف في حياة الشعوب ، ولكن ذلك يتطلب مئات السنين في العادة ليدور التاريخ دورته ، بينما في بلادي فلا يحتاج التاريخ لكل هذه السنين ليكرر دورته ، وفي خضم الأحداث التي نعيشها هذه الأيام نرى تكرر موقف وكأنه موقف مستنسخ من موقف حدث في ثمانينات القرن الماضي على يد النظام الطاغي ولكنه اليوم يعيد نفسه على يد سلطة منتخبة من قبل الشعب وهذا ما يثير الغرابة ، لانه موقف يشير الى بوادر الدكتاتورية التي لطالما ارقتنا في الليالي المظلمة، ففي عقد الثمانينات من القرن الماضي قام النظام البعثي بسجن وتسفير الطلبة الإيرانيين الذين يدرسون في الحوزة العلمية في النجف الأشرف بتوجيه من مجلس قيادة الثورة الذي كان يخاف ويرتعد من هكذا أماكن لانها لطالما خرجت قادة ومفكرين تركوا لهم بصمة في تاريخ هذه الأمة بمواقفهم الشجاعة ضد الظلم وطروحاتهم الفكرية التي أذهلت العالم .......
واليوم أعاد التاريخ دورته على يد مجموعة من القوات الأمنية بأمر من جهات حكومية متنفذة ، حيث قامت بالهجوم على سكن الطلبة الباكستانيين الذين يدرسون في الحوزة العلمية في النجف أيضاً وقامت بسجنهم بحجة وجود مشاكل في إقامتهم حسب قانون إقامة الأجانب ........
وتقدمت المرجعية آنذاك باستنكار وتنديد بما قامت به مخابرات النظام ولكن استمر الوضع ولم يعر الناس اهتماما ً لنداء المرجعية وكأن شيئا ً لم يكن !
واليوم تقدمت المرجعية بنفس الاستنكار والتنديد والمطالبة بالإفراج عن الطلبة المحتجزين ، ولكن كم من العراقيين سواء كان حاكما ً ام محكوما ً حرك ساكنا ً تجاه هذه الاعمال ؟
الجميع يعرف الإجابة !، اننا " أمة تأكل وتصفق للظالم وتنام " ولا ينُتظر منها غير ذلك !
فيا سيدي ومولاي ومرجعي يا علي السيستاني روحي لك الفداء " أسمعت ان ناديت حيا ً ...... ولكن لا حياة لمن تنادي " فهذا شعب السلطة وليس شعب المرجعية !
https://telegram.me/buratha