حيدر عباس النداوي
لم تجر الأمور مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي كما يشتهي بحلم إكمال الولاية الثالثة في ظل التحديات الكثيرة التي تعرقل مساعيه للوصول إلى الأغلبية السياسية التي بشر بها ،وهي تحديات حقيقية لم يتمكن المالكي من تجاوزها او إنكارها حتى الساعة ولا توجد بوادر حقيقية لان يتمكن من تفكيل رموز وطلاسم الرفض والمنافسة سواء من قبل شركائه او من قبل منافسيه من القوائم الأخرى.
المالكي قبل إعلان النتائج كان يعاني من كابوس الرفض المطلق من قبل شركاء العملية السياسية لكنه كان يمني النفس بفوز كاسح يمكنه من تحقيق الأغلبية وبالتالي يتخلص من الأحرار والمواطن والعراقية والنجيفي ويكتفي بالمطلك وكذلك يتخلص من مسعود ويبقي خطوط التواصل مع التغيير او الاتحاد الوطني الكردستاني ويمضي دون ان ينظر الى أثار حرائقه التي سيخلفها تحالفه مع هذه القوائم الصغيرة لان المهم لدى المالكي المنصب وليس اي شيء اخر لكن الأغلبية لم تات واسقط ما في يد السيد المالكي ولم يجد في قراءة خطوط كفه غير الانكسار والندم والغضب وهو يقلبهما بحزن ووجوم فضاع خيار الاغلبية وبات يترقب ما يمكن ان يقدم عليه منافسيه الأقوياء الذين توحدت كلمتهم في وضع العلاجات والخطط لوقف التدهور والضياع والفوضى التي يعيشها البلد الممزق المهان وباتوا يملكون الاغلبية باريحية واقعية غير ان المالكي ورغم عصبيته وقلقه الذي لم يتمكن من اخفائه لا زال يسوق فكرة الاغلبية التي لم يعرف اين ومتى يجدها.
وواقع الحال يشير الى ان الاغلبية التي بشر بها المالكي اختفت نهائيا بين تواضع الرقم الذي حصل عليه وبين الرفض المطلق من قبل منافسيه وهذا الواقع لن يكون هو العنوان الابرز الذي يثير قلق وجنون السيد المالكي فاحتمال تفكك قائمة القانون التي يراسها امر وارد واقرب الى الواقع وربما بدت بوادر تحققه اسرع مما كان يخشاه المالكي وهذا التفكك تعضده عوامل التنافس الحقيقي بين مسؤولي القوائم الذين يصطفون في ائتلاف المالكي وهم تحديدا العامري والشهرستاني والخزاعي لان هؤلاء وبعد اعلان النتائج جاءوا بما لم يتوقعه المالكي من ارقام ومقاعد بدليل ان منظمة بدر جاءت باكثر من عشرين مقعد الامر نفسه ينطبق على الشهرستاني وبعدد اقل قليلا ياتي الخزاعي وهذا المعنى يجعل من القادة المذكورين يطرحون انفسهم منافسين وبدلاء للمالكي بقوة لثلاثة اسباب.. الاول انهم قد جاءوا بارقام ربما اكثر مما للمالكي وثانيا لان مقبولية هؤلاء افضل عند البعض وليس الرفض عند الكل كما هو الحال بالنسبة للمالكي،والثالث هو ان هؤلاء ضحوا من اجل المالكي في الدورتين السابقتين وقد حان الدور على المالكي للتضحية قبل ان تخسر دولة القانون ومن فيها كل شيء.
ربما ستكون الايام القادمة اشد قسوة على المالكي لان المتوقع ان يجد الرجل نفسه خارج حسابات اللعبة السياسية لان واقع الحال يؤشر انه سيخسر الرهانين وهما رهان الأغلبية السياسية ورهان الكتلة الأكبر التي ستتلاشى وتختفي بسبب اصرار المالكي على مخالفة الجميع وبسبب سطوته وجنونه.
https://telegram.me/buratha