هادي ندا المالكي
لم يكن امر طبيعيا ابدا ما حدث في النجف الاشرف قبل يومين من انتكاسة اخلاقية ووطنية عندما اقدمت قوة امنية منحرفة تابعة الى وزارة الداخلية ومضمدها المافون بمهاجمة عدد من مساكن الوافدين من طلبة الحوزة العلمية وبطريقة وحشية تعيد الى الاذهان ما كان يقوم به زبانية وازلام المجرم صدام من تجاوز وتعد على حرمات وبيوت وارواح طلبة العلوم الدينة والمراجع الكرام في النجف الاشرف وباقي المحافظات.
وللتاريخ والانصاف فان ما قامت به القوات الامنية التابعة لوزارت الداخلية او قيادة قوات النجف الاشرف فاق بوحشيته واستهتاره ما كان يقوم به زبانية المجرم صدام اذا ما صنفت القضية باطار تجديد الاقامات لان التاريخ القريب لم يحدثنا عن غزوة حدثت في منتصف النهار وبمثل هذه الوحشية والصلف والاستهتار والنيل من كرامة الضيوف واي ضيوف وهم بجوار امير المؤمنين وخدامه ولمثل هذا العدد من الطلبة ولطيف معين تحديدا بل ان كل ما كان يقوم به اوباش صدام هو تنفيذ عملياتهم الاجرامية تحت جنح الظلام مراعين في ذلك عدد من الضوابط والاعتبارات مع ما كان يتمتعون به من سطوة وقوة لا تتوفر بمقدار واحد في المائة لمن قاموا بغزوة الطلبة الباكستانيين،الاهم من كل ذلك هو ان صدام واجهزته القمعية كانوا يستعينون بعناصر امنية من المحافظات الغربية ومن تلاوين الطيف الاخر في كثير من مهامهم اما ان يقوم قائد عمليات النجف بغزوة جميع افرادها يوالون عليا ويمارسون الشعائر الحسينية ويلطمون الصدور وينصبون ماتم العزاء فهذا منهتى الانكسار والازدواجية والاستهتار!!
وواضح ان استهداف طلبة العلوم الدينية وبهذه الطريقة الجبانة كان يراد منه جس نبض المرجعية الدينية والشارع العراقي ورسالة خاصة جدا الى المرجع الكبير الشيخ بشير النجفي قبالة فتواه الشجاعة بحرمة انتخاب المالكي الا ان الرد جاء سريعا من المرجعية الدينية العليا ومن الاوساط العشائرية والشعبية الشريفة والغيورة منددة ومحذرة من التمادي بمثل هذه التصرفات الغير مسؤولة والجبانة فكان ان تراجع الجبناء عن فعلتهم واطلقوا سراح من تم القاء القبض عليهم بعد ان ايقنوا ان منح الاصوات لا يعني تسليم صك الاستهتار ،معللين اسباب جريمتهم بحجة عدم تجديد الاقامات.
وعلى افتراض ان هؤلاء الطلبة لم يجددوا اقامتهم فهل يجوز اهانتهم والنيل من كرامتهم والتعامل معهم بهذه الطريقة الوحشية وهم ضيوف امير المؤمنين وضيوف الحوزة العلمية في النجف الاشرف ثم كيف اطلق سراحهم اذا كانوا لا يملكون وثائق ثبوتية ..ما هذه المهزلة..اما كان الافضل اتباع الطريقة الصحيحة بتعميم ابلاغ يطالب الجميع بتجديد اقاماتهم ومن ثم انتظار سفرهم او مراجعاتهم لمعرفة من جدد ومن لم يجدد او ابلاغ مدارس الحوزات العلمية بهذا الامر وبالتالي معالجة القضية بطريقة اخلاقية وقانونية،ثم اي خطر يسببه تواجد الطلبة الدارسين المسالمين ...هل ان خطرهم يوازي خطر عودة مشعان الجبوري وحاتم سليمان،وهل في النية ان تتوجه هذه القوات لالقاء القبض على مشعان او على علي سليمان او اوباش القاعدة وداعش مع ولي الدم الذي خبا بريقه وخفت صوته وضاعت هيبته في صحراء الرمادي وشمال بابل وضياع الاغلبية السياسية.
ان ما حدث في النجف الاشرف من تعد على فضلاء الحوزة العلمية وطلبتها وبالطريقة التي شاهدها العالم مثل انتكاسة كبيرة في مسيرة التغيير وعودة الى عصر التسلط والديكتاتورية الذي اعتقدنا لوهلة اننا غادرناه الى مساحات الديمقراطية وحرية التعبير وبساطة الاجراءات.
https://telegram.me/buratha