حيدر عباس النداوي
يبدوا واضحا ان أئتلاف دولة القانون وزعيمها السيد المالكي يعانون من ازمة سياسية واخلاقية حادة ازدادت شدتها بعد اعلان نتائج الانتخابات النيابية وضياع تام لفرصة تشكيل حكومة الاغلبية السياسية التي توعد وهدد بها السيد المالكي خصومه.
ومصطلح تفكيك الكتل وتمزيقها وعقد اللقاءات السرية مع شخصيات فائزة في الانتخابات النيابية كثر الحديث عنه من قبل الكثير من نواب ونائبات دولة القانون كونه الجسر الوحيد الذي يوصل المالكي الى الولاية الثالثة كما يعتقدون خاصة بعد ان اغلقت جميع الكتل السياسية الكبيرة الباب بوجه المالكي وسد الطريق عليه ورفض منحه تفويض تشكيل الولاية الموعودة .
وباختصار فان مصطلح تفكيك الكتل وتمزيقها مصطلح ميكيافلي الغاية فيه تبرر الوسيلة وهو مصطلح غير اخلاقي وسلبي ومتجرد وباب من ابواب الفساد المالي والاداري ومنهج منحرف للالتفاف على استحقاقات المرحلة ويميل الى استخدام اساليب الترغيب والترهيب في تغيير توجهات النواب والكتل الصغيرة والاذناب وجعلها الى جانب المالكي والموافقة على توليه الولاية الثالثة وبدون هذه الطريقة فأمل الولاية الثالثة دونه خرق القتاد.
وللاسف فان تفكيك الكتل وتمزيقها يعني مقدمة للفوضى والتأزم والتصارع ويعني غياب تام للتوافق والتعاون ويعني ان السنوات المقبلة اذا ما نجح هذا المسعى ستكون سنين عجاف ومدمرة ويعني على الطرف الاخر ان دولة القانون وزعيمهم المالكي غير معنيين بمستقبل البلاد والعباد بقدر سعيهم وجنونهم في الحصول على الولاية الثالثة التي هي في طريقها الى مغادرة وكر الدعاة والى الابد.
ومع حديث الدعاة عن التفكيك والتمزيق نكون امام تساؤل بسيط وهو لماذا يسعى الدعاة الى هذا المنهج المنحرف وبصورة علنية والجواب هو انهم غير معنيين بمستقبل البلاد والعباد وغير مبالين بتوجهات الراي العام وهم على يقين ان هناك عدد من النواب والكتل الصغيرة لديهم الاستعداد لبيع كل شيء اذا ما كان الحديث عن اموال ومناصب خاصة اذا ما كان سعر المقعد النيابي خمسة ملايين دولار او اكثر مع ريش نعام المناصب والمقاولات والايفادات ومع الترغيب والترهيب يدخل عنصر المساومة ولي الاذرع وكشف ملفات الفساد التي ادخرها المالكي لساعة الشدة ولا توجد ساعة شديدة اكثر مما هو عليه الان.
تمزيق الكتل وتفكيكها مارسته دولة القانون في البصرة ولم ينجح حتى اليوم لكنها على استعداد لممارسته الف مرة ومرة من اجل الوصول الى السلطة وكرسي الملك اما الشعب فيستحق ما يحل به طالما انه منح التفويض للفاسدين والمنحرفين للتحكم بمصيره.
https://telegram.me/buratha