قاسم العجرش
الفساد والفاسدون بيضة ودجاجة، لكن من البيضة ومن الدجاجة؟! بمعنى من يصنع من؟! هل ا، الفاسد هو الذي يصنع الفساد، أم أن الفساد هو الذي ينتج الفاسدين، وبمعنى فلسفي؛ هل أن الخطيئة هي التي تنتج المخطئين، أم أن المخطئين هم صناع الخطايا؟
تبدو الإجابة سهلة، وسيقول قائلكم أن الفاسد هو الذي يصنع الفساد، وان جوهر الفساد يرتبط بوجود فاسدين!
والرد يكون بأن من الصحيح القول: لا يوجد فساد يقف في الفراغ معلقا، لكن الفاسدين ينقرضون في بيئة نظيفة طاهرة نقية، وأنهم يتكاثرون في البيئة الفاسدة، أو في الظروف التي تشجع على الفساد!
وتتذكرون عمليات النهب التي شهدها العراق في مرات عديدة، آخرها غب إحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية، التي كانت تقف على أبواب مؤسسات الدولة، وينادي أفرادها على الرعاع الذين نهبوا ممتلكات الدولة، بثيمة مازالت عارا لا يمحى( علي بابا)..
لقد كان من بين السراق والناهبين، ناس يعرفون أن ما يقومون به أمر محرم شرعا، وأنهم بالحقيقة كانوا ينهبون مال الشعب، بل من المؤكد أن منهم من حمل ما نهبه الى بيته، وعندما أذن المؤذن، فإنه توجه الى الصلاة!
الفساد سادتي غول لا يمكن قتله، دون تعيين وتحديد واضح للفاسدين، وكشف هوياتهم دون مواربة أو خداع للنفس والآخرين، ولن تقوم للإصلاح أو التغيير قائمة، ما دام هناك من يعجز عن تسمية الأشياء بأسمائها، أو يتردد مذعورا وخائفا، من الإشارة إلى حوامل داء الفساد.
إن الاكتفاء بتشخيص فضفاض للداء، وعدم تشخيص الفاسدين وتسميتهم، أمر يترك الباب مفتوحا للمناورة الكلامية والخلط، ودخول الفاسدين أنفسهم في الثرثرة حول الفساد!..
في مناورة الدولة حول موضوع الفساد، نجد المسؤولين الحكوميين وهم يتناولون الفساد، كأن أحدهم فارس لا يشق له غبار، يمتطي صهوة جواد أبيض، وقد جاء مبشرا بقدوم عصر النقاء المطلق، وحاملا سيف الحق الذي لا يساوم، مع أنه كان أول (علي بابا) الذي أشار اليه الجندي الأمريكي مشجعا، أن أسرق ما تحت يدك، في عملية تخريب لا أخلاقي للمجتمع العراقي!
الأمر لا يتعلق بـأشباح، تفسد في الأرض دون أن يلمحها أحد، بل أن الفساد كيان قائم محدد معروف، هو هذه الدولة بقضها وقضيضها، وللتدليل على صحة هذا المذهب من القول،فإن أحدا في الدولة لا يستطيع أن يثبت عكس ذلك!
كلام قبل السلام: ثرثرة الدولة الفارغة حول موضوع الفساد، كمن يقول نصف الحقيقة ويخفي نصفها الآخر..
سلام..
https://telegram.me/buratha