سعدون ثامر حمادي الشحماني
لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلي السابق,اعتلى الرئاسة في بلاده لدورتين انتخابيتين,ابتدأت الاولى عام 2002 وانتهت عام 2006 ليُعاد انتخابه مرة ثانية بعد ان حصل على 51 مليون صوت بنسبة 62% من مجمل الاصوات.
خلال فترة رئاستيه الاولى والثانية التي امتدت لثمان سنوات,قفز دا سيلفا باقتصاد بلاده قفزات هائلة,حيث احتلت البرازيل المرتبة الثامنة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم, وتمتعت بفائض يزيد عن 200 مليار دولار,وبعد ان كانت تعاني من معدلات التضخم وارتفاع نسبة الفقر والبطالة والمجاعة بشكل رهيب,استطاع دا سيلفا خلال سنوات حكمه الثمانية,من انعاش الوضع المعيشي لاكثر من 20 مليون مواطن برازيلي واخراجهم من تحت خط الفقر,ونجح بتوفير مايقارب 80 مليار دولار خصصها لمساعدة الاسر الفقيرة, والقضاء على توارث الفقر,وبسبب هذا البرنامج تحسنت احوال 8 مليون اسرة,وقد اشترط على جميع تلك الاسر المستفيدة ان يواظب ابناؤها على الانتظام في الدراسة.
دا سيلفا الذي كان قد عمل في صباه وشبابه (ماسح للاحذية,وميكانيكي في ورشة,وبائع خضروات) نجح في القضاء على الفساد المالي والاداري بنسب غير مسبوقة,واستطاع ان يحد من الجرائم المنظمة التي تديرها عصابات ومافيات محترفة وكبيرة,وقام بتطوير قدرات وحجم الجيش البرازيلي ليصبح اقوى واكبر جيوش القارة اللاتينية.
جهود دا سيلفا الاقتصادية والامنية والاجتماعية والعمرانية خلال ثمان سنوات,اثمرت عن حصول ريو دي جانيرو على فرصة تنظيم دورة الالعاب الاولمبية الصيفية 2016,وهي المرة الاولى التي ستُقام في قارة امريكا الجنوبية,علاوة على اقناع العالم بقدرة البرازيل واهليتها لاستضافة بطولة كأس العالم 2014.
طبعا لم يكن طريق دا سيلفا مفروشا بالورود,فقد واجه عراقيل ومصاعب وتحديات على كافة المستويات,وكان له معارضين وخصوم سياسيين,تسقطوا عثراته واحصوا عليه انفاسه وحاولوا اعاقة برامجه,وفوق هذا ان بلاده لم تكن تملك (ميزانيات انفجارية)!
اطلق عليه في بلاده لقب (بطل الفقراء),واختارته صحيفة لوموند الفرنسية ابرز شخصية لعام 2009,وصنفته مجلة تايم الامريكية,الزعيم الاكثر تأثيرا في العالم,وقال عنه الرئيس الامريكي اوباما: دا سيلفا اكثر شعبية مني..انه اكثر شعبية من كل الكرة الارضية.
بعد انتهاء ولايته الثانية,خرج عشرات الملايين الى شوارع مدن البرازيل المختلفة ,يطلبون منه اجراء تعديل على الدستور,يتيح له الترشيح لولاية ثالثة..انهمرت عينا دا سيلفا بالدموع وهو يخاطب شعبه: ناضلتُ عشرين عاما لمنع الرؤساء من احتكار الحكم ..كيف اسمح لنفسي ان افعل ذلك الان؟..
الى الراكضين اللاهثين خلف الولاية الثالثة,أرجو ان تتوقفوا قليلا لتقرأوا بتمعن قصة الرئيس البرازيلي السابق (بطل الفقراء) دا سيلفا.
https://telegram.me/buratha