نزار حيدر
حقا، عجيب أمر السياسيّين في (العراق الجديد) لا يجمعهم حول مائدة مستديرة، الا احد اثنين:
بطونهم او داعش.
وهما، في الحقيقة، وجهان لعملة واحدة، فكلاهما ارهاب بامتياز، الاول؛ تجاوز على المال العام، والثاني؛ تجاوز على الدماء والأرواح والأعراض.
فعلى طول ايام السّنة، يتهم بعضهم البعض الاخر، وُيسقّط بعضهم البعض الاخر، ويطعن بعضهم بالبعض الاخر، حتى اذا مُدّت السفرة، أنشَدَ الجميع:
قومٌ اذا سمعوا بمكة قصعةٍ
حجّوا لها قبل الحجيج بعام
اما اذا احتلّت داعش الموصل مثلا، رأيناهم يتحلقون حول مائدة مستديرة، طبعا، لا تخلو من حضور البطون قبل العقول.
لا ادري ماذا أدعو الله تعالى؟ أَأَتضرعُ اليه ان يديم الموائد العامرة لهم لنراهم متحلّقين دوما حول الدوائر المستديرة، فلا نسمع منهم الا الكلام المعسول وأبيات الغزل، بعضهم بحق البعض الاخر؟ ام أدعوه تعالى ان يمكّن داعش، والعياذ بالله، لتظلّ أمامهم كالبعبع، يُرهبهم ويخيفهم، فيتحلقوا حول الموائد العامرة؟.
خياران، أحلاهما مر، لان الضحية، الوطن والمواطن.
فبماذا سيدعو الضحية ربّه؟!.
https://telegram.me/buratha