نزار حيدر
لقد أوقفت فتوى المرجعية الدينية احتمالات الانهيار، بسبب هول الصدمة وعِظم الحرب النفسية التي يقودها الان أعداء العراق بمختلف هوياتهم، لنحره والقضاء على الديمقراطية وإعادة عقارب الزمن العراقي الى الوراء، ولكن:
هذا لا يكفي، فان على العراق ان يدافع عن نفسه ضد هذه الهجمة الشرسة، وبكل ما يملك، فخطر الإرهاب الذي تقوده الجماعات التكفيرية المرتبطة بنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وقطر، والمتحالفة معها مخلفات النظام البائد وايتام الطاغية الذليل صدام حسين، لا يستهدف مكون دون اخر او محافظة دون اخرى او جماعة دون اخرى، انه يهدد كل العراق، ويهدد كل شبر فيه، ويهدد كل مواطن بغض النظر عن هويته ودينه ومعتقداته واثنيّته ولونه وجنسه وعمره، انه يستهدف العراق، حاضره ومستقبله، ولذلك يجب على الجميع التصدي له باسنانهم.
ليس الان وقت التلاوم، وليس الان وقت العنتريات، وليس الان وقت التجارة بالمواقف، وليتحمل كل مواطن مسؤوليته ويتصدى للواجب الوطني، خاصة السياسيين والمسؤولين ومن بيدهم السلطة التنفيذية، المدنيين منهم والعسكريين، ومن بعد ذلك، وعندما يتم تطهير العراق من خطر الإرهاب ويستقر العراق ويهدأ باله، فلنا مع كل من قصّر في واجبه وتهاون في مسؤوليته وغض النظر عن كل النصائح التي ظل يقدمها الحريصون على العراق، وعلى راسهم المرجعية الدينية، وتعامل مع المخاطر بمفهوم (سحابة صيف) وظل يهمش هذا ويقصي ذاك ويركن آخر جانبا ويركل رابع بقدميه، ويصنع الأزمات مع شركاء الوطن لينفّذ أجنداته الخاصة التي انتهت بالبلاد الى ما هو عليه الان، غير مبال بخطر ولا مهتم بشيء، يقرب النفعيين والوصوليين والمطبّلين ويبعد اصحاب الخبرة والتجربة، لنا مع كل هؤلاء وقفة مساءلة ومحاسبة قاسية وعسيرة، فما يجري الان في العراق له أسباب ومسبّبات حقيقية يجب ان يطلع عليها كل عراقي ويقف عندها.
ان من حق العراق اليوم ان تساعده الولايات المتحدة الأميركية في محنته، في إطار اتفاق الإطار الاستراتيجي الموقع بين بغداد وواشنطن، والذي ينص في احدى بنوده على مسؤولية الولايات المتحدة في حماية العراق والنظام الديمقراطي اذا ما تعرض للخطر، ولو ان واشنطن تهاونت بهذا الامر، او ظلت تتفرج عما يجري هناك، من دون ان تتخذ الإجراءات الفورية اللازمة لحماية العراق ونظامه الديمقراطي، فان من حق العراق ومن حق العراقيين ان يطلبوا المساعدة والدعم من اي كان، خاصة الجمهورية الاسلامية في ايران، التي ابدت استعدادها الكامل لتقديم يد العون للعراق في حربه ضد الإرهاب اذا ما طلب منها ذلك، فبعد ان ثبُت بالدليل القاطع تورط دول الجوار بالإرهاب الذي تمارسه الجماعات التكفيرية المتحالفة مع ايتام النظام البائد، لا يمكن ان يقف العراق مكتوف الأيدي يتفرج على المسرح ومشاهِدهُ من دون ان يحرك ساكنا، فالارهاب في العراق ليس ذاتيا، وإنما هو مدعوم بكل أشكال الدعم اللوجستي والمالي والإعلامي والسياسي والديبلوماسي وكل شيء، فلماذا يحق للإرهابيين ان يحصلوا على الدعم من كل دول الجوار وعلى رأسها نظام القبيلة الفاسد، ولا يحق ذلك للعراق الذي تقع على عاتقه مسؤولية حماية نفسه من الخطر المحدق به؟.
مختصر حديث على الهواء مباشرة قبل قليل لفضائية (صوت اميركا) من واشنطن، عن طريق خدمة (سكايب)
https://telegram.me/buratha