المقالات

الحل: حوار مع "آخرين" وليس مع "الآخرين"!..

1760 08:41:18 2014-06-28

قاسم العجرش

   ما الذي سيحصل غدا؟! والى أين تجرنا أقدامنا المتعبة؟!

   قبل الإجابة على هذين السؤالين؛ يتعين علينا تحديد إحداثيات مكاننا الراهن، أو بالأصح الإجابة على سؤالين إثنين فقط: أين نقف الآن؟ وما الذي يحدث في زمن نسميه الحاضر؟ مع أن توصيف الحاضر، لا ينطبق عليه تمام الإنطباق، لأننا ما زلنا أسرى السقيفة وما تلاها من أحداث الى يومنا هذا!

   الإجابة على أين نقف الآن؛ تبدو سهلة جدا، وهي أننا نقف على حافة الإنهيار، الذي بعده لا كنا ولن نكون!

   وفي شأن ما الذي يحدث؟ فإن الركون الى الحقائق القديمة، هو ما يحدث هنا، وهو نتاج سعي دائب لشركائنا "الآخرين"، للرجوع الى الخلف، بالإخلال بالتوازن الاستراتيجي، وتقديم خيار ما حصل في السقيفة العتيقة، على الخيارات الوطنية!

   قبالة هذا السعي ثمة فينا؛ من يتذرع بضرورة مسايرة "الآخرين" فيما يريدون، الى منتصف الطريق، متحدثين عن ضرورة المحافظة على الواقع واللحمة الوطنية، خوفاً من اقتحام مجهول لا تدرك عواقبه، وكأن الوطنية لا تلتحم إلا بفنائنا!

   إن اقتحام المجهول يتطلب قفزة إلى المستقبل، ولكن لا أحد يدري أبعاد هذه القفزة، أو المسافة التي يجب أن تقطعها هذه القفزة، لذا تصعب التوقعات لما هو قادم، وهذا ما يجعل إجابة السؤال عن المستقبل، تقف في عرض الحلق خوفا من إطلاقها، مع أنها صعبة وسهلة في آن!

السهلة تأتي سريعة وتقول: إلى انهيار، وهذه إجابة مخيفة..

   أما الإجابة الصعبة؛ فتستوجب تحديد احتمالاتها، ورسم أفقها، وضبط مساحتها، التي تعني لملمة شتات جبهتنا الداخلية، وهذه اللملمة تبدأ بالحوار، الذي يجب أن تبدأه النخبة السياسية الحاكمة بحوار مع نفسها أولا، وتطهرها مما علق فيها من أدران ثانيا، ثم تجلس لتحاور "آخرين" وليس "الآخرين"..

   "آخرين" هم ليسوا الذين سبق أن حاورتهم الدولة تحت الطاولة، من بقايا البعث وأدعياء المقاومة من فصائل الضاري، وزعماء العشائر الذين يرقصون لكل حاكم، ولا مع المشارك بالعملية السياسية نيابة عن هؤلاء، حيث أقفل وضعه على هدف السلطة ولا شيء غير السلطة، ولا مع قادة الكورد، الذين ينظرون الى أي بقعة تقع جنوب سلطتهم القائمة، على أنها جزء سليب من أرض الجدود!

   الحوار المطلوب؛ كان يجب أن يكون مع الذي تجاهلته النخبة الحاكمة، مع إدعائها بأنها منه، وكانت نتيجة تجاهلها له، أن فقد أبسط حقوق المواطنة على يدها، فصار ناقما عليها، ولو أعطته حقه وخدمته حقا، أو وفرت له أساسيات العيش الكريم، لكسبته الى صفها نهائيا، أينما يكون موقعه من مساحة هذا الوطن، في الجبل أو السهل، في الهور أو الزور، ولكانت قد وفرت على نفسها كثير مما يجري اليوم!

كلام قبل السلام : يقتضي الحوار أن نحاور أنفسنا قبل أن نحاور الآخرين!..

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك