المقالات

أسحار رمضانيّة ()

1384 00:53:33 2014-07-01

نزار حيدر

{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ان واحدة من اعظم القيم التي يجب ان تشيع في المجتمع، اي مجتمع، لينجح، هي قيمة حب الانسان لغيره ما يحب لنفسه، فلا يستأثر بالخير، مثلا، ويمنعه عن غيره، أكان هذا الخير حياة فارهة او فرصة سانحة او ما الى ذلك، فكلما شاع حب الخير بين الناس، بعضهم للبعض الاخر، جرى بينهم التعاون عليه، والعكس هو الصحيح، وان مصدر هذا الحب هو الإيثار، الذي حث عليه القرآن الكريم بصفته مفتاح التكامل الاجتماعي الذي يعتمد التكافل اولا وقبل اي شيء آخر.
ان المجتمع الذي يحكمه مبدأ الإيثار لهوَ مجتمع متكافل، يساعد بعضه البعض الاخر من اجل ان ينجح ويتقدم، والعكس هو الصحيح، فالمجتمع الذي تحكمه صفة الاستئثار والاستحواذ، فالحاكم يستأثر بالسلطة والغني يستأثر بالثروة والعالِم يستأثر بعلمه وهكذا، لهو مجتمع متسافل وفاشل لان الانسان - الفرد فيه يطغى على الانسان - المجتمع، ولذلك تنمو فيه الطبقية المقيتة التي تقتل التكافل والتكافؤ بكل أشكاله.
علينا ان نشيع ثقافة الإيثار في المجتمع، ليساعد بعضنا البعض الاخر في النهوض والتنمية والتقدم وعلى مختلف الأصعدة، فلا يظنّنّ امرءا ان بإمكانه ان ينهض لوحده في مجتمع متثاقل الى الارض، فالفرد جزء من منظومة، لا ينهض أحدٌ فيها اذا ظلّت مرمية على الارض، والى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين (ع) بقوله {لكِنِّي أَسفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا}.
ان الإيثار هو مفتاح النهوض بكل المنظومة الاجتماعية والتي نحن جزءاً منها، فلقد ورد عن أئمة اهل البيت (ع) في الحث على الإيثار، كقول الامام علي (ع) مثلا {الإيثار أعلى المكارم} و {الإيثار أعلى الإيمان} ما يعني ان هناك ارتباط عضوي بين اسلام المرء وإيمانه من جانب مع الإيثار من جانب اخر، كما ان {الإيثار غاية الإحسان} على حد قوله عليه السلام، وهو فضيلة وعكسه الاحتكار او الاستئثار فهو رذيلة، على حد قول أمير المؤمنين (ع).
ليكن كل واحد منا مصدر خير لمن حوله، بكلمة طيبة او استشارة تهدي الى اقتناص فرصة او يدٌ كريمة تساعد في النهوض وتحقيق النجاح، وإيّانا والاستئثار فان نهايته الهاوية.
وكل رمضان وانتم بخير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك