قاسم العجرش
عقد مجلس النواب العراقي جلسته الأولى أول أمس، بحضور 255 نائبا من مجموع عدد الأعضاء البالغ 328، ومعنى هذا أن الذين لم يحضروا كانوا 83 "شخصأ"..
أقول "شخصا" وليس "نائبا"، لأن النائب تكتمل شخصيته النيابية، بحضوره جلسة إفتتاح الدورة النيابية، وأدائه القسم النيابي الذي يقول: (اُقسم بال... العلي العظيم، أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية، بتفانٍ وإخلاص، وان أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وأرعى مصالح شعبه، وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي، وان أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة، واستقلال القضاء، والتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد، وال... على ما أقول شهيد)
الذين لم يحضروا خذلوا بالحقيقة أكثر من ثمانية ملايين عراقي، على قاعدة أن أيا منهم يمثل مئة ألف عراقي، وماداموا تقاعسوا عن أداء القسم، وأستنكفوا عن حضور أول وقفة إفتراضية لقول الحق، فهم إذاً ليسوا نوابا، وإذا كنا أحرارا في دنيانا، فأن الواجب الشرعي يحتم علينا أن نسحب منهم تكليفنا إياهم، ونقول لهم أيها الناكثون إنكم لا تلزمونا، وليس في رقابنا بيعة لكم، وأنكم خذلتمونا في أول تكليف لكم، وأعيدوا لنا أصواتنا، ومعها أيضا ما أنفقنا عليكم من أموال!
وحتى الذين حضروا في الجلسة الأولى، لم يكونوا على ما توقعناه منهم من تحمل للمسؤولية، فقد اكتفوا بترديد القسم، ولم ينجزوا ما يفترض بهم أن ينجزوه، وهو أن يرتبوا حالهم، لينصرفوا بعدها لرعاية أحوالنا التي تزداد سوءا بعد سوء بسببهم!
الذين حضروا كان بيدهم على الأقل أن يرصوا صفوفهم، ويبنوا بيتهم، وينتخبوا من بينهم رئيسا لهم، ورئيسا للجمهورية، ويكلفوا "شخصا" ما بتشكيل حكومة جديدة، لكنهم لم يفعلوا ذلك، وبدوا وكأنهم عاجزين عن أن يتصرفوا، بمساحة أبعد من المقعد الذي جلسوا عليه!
لقد كان المقعد أهم منا، وذلك هو خطأنا وليس خطأهم
نواب جلسة الثلاثاء كانوا ثلاثة أنواع:ناكثين ومارقين وقاسطين..!..
الناكثون ؛ هم الذين حضروا ورددوا القسم ثم أخلوا بالنصاب بعد ذلك.
المارقون؛ هم الذين لم يحضروا أصلا.
القاسطون؛ هم من حضروا وافتعلوا ما يخرب الجلسة!
كلام قبل السلام: القاسطون: الجائرون من القَسط بالفتح، والقسوط: الجور!
سلام.....
https://telegram.me/buratha