المقالات

روائح البغاء تنبعث من أسرة السياسة العراقية!..

2199 07:27:09 2014-07-08

قاسم العجرش

   في قصة السياسة العراقية؛ لا تعجب أذا حصل إنعطافات لا تتوقعها، ففي مطابخها الزنخة تطبخ دوما وعلى مهل، إتفاقات وممارسات، ليس فيها ممنوع إلا النبل!..

في مطابخ سياسيتنا ليس إلا قدر واحد فقط، تطبخ فيه حكاية:

   ما هو مسموح اليوم، سيكون ممنوعا غدا، وعدو الأمس صديق اليوم، والموقف المتصلب تجاه الموضوع الفلاني، سيكون مائعا بعد أن يتم الإتفاق على: (هذا لك وهذالي)!

   هذه هي قصة السياسة العراقية: ليل حندس، تختلط فيه الأمور وتشابكت الرؤى، وتختبئ المعاني في حنايا الشكليات الفارغة.

   في ليل السياسة العراقية؛ تنبعث دوما روائح أسرة البغاء السياسي، حيث العواهر يضعن عطورا رخيصة لزبائن أرخص، صاروا ساسة متصدين للمشهد، بسبب غياب الفضائل لصالح سيادة الرذيلة؛ ولا يهم الساسة إن أختلط الحابل بالنابل، أو إن تغلف المشهد السياسي بالضباب، حيث تتيه العقول في البحث عن الحقيقة الضائعة..

   عندما تشتد الأزمات، وتتصادم الرؤى، فلا بد من العودة إلى المعايير الثابتة، والمقاييس الصحيحة، المتمثلة بمنظومة قيم راسخة، تحظى بالتوافق والإجماع العقلي؛ لتكون دليلاً واضحاً، وهادياً منيراً، ومرجعية مقبولة لحسم الخلاف والبتّ فيه. إذ أن منظومة القيم ليس فيها مكان للتضاد..

   الكريم لن يمد يده مصافحا دنيئا بخيلا، والشجاع لن يكون بأمكانه تقبل العمل بمعية الجبان، والشريف يستكثر حتى إلقاء التحية على اللصوص..في منظومة القيم التي إن أعتنقناها لن تتبق لدينا مشكلات، لأن الشجاع لا يكون بخيلاً، والبطل لا يكون جباناً، والتضحية تتناقض مع الخيانة، والظلم يتناقض مع المروءة والشرف. وفيها أيضا تتناقض التضيحة مع الخيانة ولا يمكن أن يعيشا تحت سقف واحد كما هو حاصل اليوم وبتواتر عجيب في السياسة العراقية،

    في أزماتنا المتكررة، ولأنه ليس في السياسة العراقية ثمة مباديء ثابتة، يمكن الركون إليها أو الوثوق بمن يعتنقها، ناهيك عن أن الساسة عندنا ليسوا في وارد إعتناق فكر أو عقيدة، أو الركون الى ثوابت متفق عليها، لأنهم بالحقيقة لا يعتنقون إلا أنفسهم، وفي مقدمة ما يعتنقونه أن يظهروا بمظهر أنيق زائف، مع أن أنفسهم موبوءة بكل سيء ورديء!

   كلام قبل السلام: الساسة عندنا لا يعتنقون شيئا البتة، ومن أعتنق منهم شيئا فد أعتنق جيبه!

سلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك