المقالات

روائح البغاء تنبعث من أسرة السياسة العراقية!..

2318 2014-07-08

قاسم العجرش

   في قصة السياسة العراقية؛ لا تعجب أذا حصل إنعطافات لا تتوقعها، ففي مطابخها الزنخة تطبخ دوما وعلى مهل، إتفاقات وممارسات، ليس فيها ممنوع إلا النبل!..

في مطابخ سياسيتنا ليس إلا قدر واحد فقط، تطبخ فيه حكاية:

   ما هو مسموح اليوم، سيكون ممنوعا غدا، وعدو الأمس صديق اليوم، والموقف المتصلب تجاه الموضوع الفلاني، سيكون مائعا بعد أن يتم الإتفاق على: (هذا لك وهذالي)!

   هذه هي قصة السياسة العراقية: ليل حندس، تختلط فيه الأمور وتشابكت الرؤى، وتختبئ المعاني في حنايا الشكليات الفارغة.

   في ليل السياسة العراقية؛ تنبعث دوما روائح أسرة البغاء السياسي، حيث العواهر يضعن عطورا رخيصة لزبائن أرخص، صاروا ساسة متصدين للمشهد، بسبب غياب الفضائل لصالح سيادة الرذيلة؛ ولا يهم الساسة إن أختلط الحابل بالنابل، أو إن تغلف المشهد السياسي بالضباب، حيث تتيه العقول في البحث عن الحقيقة الضائعة..

   عندما تشتد الأزمات، وتتصادم الرؤى، فلا بد من العودة إلى المعايير الثابتة، والمقاييس الصحيحة، المتمثلة بمنظومة قيم راسخة، تحظى بالتوافق والإجماع العقلي؛ لتكون دليلاً واضحاً، وهادياً منيراً، ومرجعية مقبولة لحسم الخلاف والبتّ فيه. إذ أن منظومة القيم ليس فيها مكان للتضاد..

   الكريم لن يمد يده مصافحا دنيئا بخيلا، والشجاع لن يكون بأمكانه تقبل العمل بمعية الجبان، والشريف يستكثر حتى إلقاء التحية على اللصوص..في منظومة القيم التي إن أعتنقناها لن تتبق لدينا مشكلات، لأن الشجاع لا يكون بخيلاً، والبطل لا يكون جباناً، والتضحية تتناقض مع الخيانة، والظلم يتناقض مع المروءة والشرف. وفيها أيضا تتناقض التضيحة مع الخيانة ولا يمكن أن يعيشا تحت سقف واحد كما هو حاصل اليوم وبتواتر عجيب في السياسة العراقية،

    في أزماتنا المتكررة، ولأنه ليس في السياسة العراقية ثمة مباديء ثابتة، يمكن الركون إليها أو الوثوق بمن يعتنقها، ناهيك عن أن الساسة عندنا ليسوا في وارد إعتناق فكر أو عقيدة، أو الركون الى ثوابت متفق عليها، لأنهم بالحقيقة لا يعتنقون إلا أنفسهم، وفي مقدمة ما يعتنقونه أن يظهروا بمظهر أنيق زائف، مع أن أنفسهم موبوءة بكل سيء ورديء!

   كلام قبل السلام: الساسة عندنا لا يعتنقون شيئا البتة، ومن أعتنق منهم شيئا فد أعتنق جيبه!

سلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك