المقالات

حكاية اللبن المسكوب: الشعب والساسة؟!

1667 2014-07-10

قاسم العجرش

   من الناحيتين الإستراتيجية والسياسية، فإن التباين الواضح للأطروحة السياسية، للقوى السياسية الكبرى، التي حققت وجودا مؤثرا في مجلس النواب الحالي، هو لب المشكلة السياسية الراهنة.

    التباين ليس طارئا على الحياة السياسية العراقية، بل هو جذر من جذورها، أفضى إلى سلسلة من المواقف المتباعدة، وساهم في تفاقم التباعد، الذي تحول إلى خلافات ما لبثت أن تحولت إلى اختلافات.

   الفضاءات الداخلية والإقليمية والدولية هي الأخرى متباينة جدا، مما أبعد فرصة البحث عن أرضية مشتركة، بين القوى السياسية االعراقية، تؤهلها لتجاوز الحال الرث الذي نحن فيه اليوم.

لقد كان من المتعين؛ أن يكون الدستور هو الضامن، للوصول إلى المحطات المهمة والمصيرية، من حاضرنا لبناء مستقبلنا.

    لكن خيبة أمل كبرى قد حصلت، عندما لم يتم الالتفات إلى هذه الضمانة، وإبلائها الاحترام المستحق من قبل الساسة، وبوقاحة فجة جرت إهانة الدستور!

   وهكذا أمضينا الأشهر الفائتة في وضع مأزوم، أسفر عن خسارات كبرى على الصعيد الوطني، ومرغت كرامتنا الوطنية بالوحل، عندما إستطاعت عصابات إرهابية أن تهزم جيشنا، بمؤامرة ستكشف فيها الأيام، أسرار توجع البطن!

   ومع أن الإفتراض المنطقي يقول: أن الأزمات توحد الساسة مثلما توحد الشعوب، إلا أن شعبنا كان أكثر وعيا من الساسة، الذين فقدوا كثيرا من مصداقيتهم، فتراجع مستوى الثقة بالساسة لدى الشعب، ومع تراجع مستوى الثقة بهم، بدت الصورة وكأن الشعب أكثر اتزانا ومسؤولية منهم، فقبالة التصعيد والتعنت وصناعة الأزمات، وهي الصفات التي أتصف بها الساسة وأدمنوا عليها، كان الشعب يسير بخطى ثابتة نحو إستعادة كرامته، عبر تلبيته لنداء المرجعية بوجوب الجهاد كفائيا، ضد الإرهاب بكل تسمياته ومصادره ومناطق تأثيره.

   إن العراقيين اليوم يشعرون أن الساسة لا يمثلونهم، وأن وجودهم ومع ما حصنوا أنفسهم بقوانين الحصانة، قد بات موضع عدم قبول من الشعب، وهو شعور غير خفي، بل يعلنه غالبية    العراقيين بطرق متعددة..وليس بعيدا أن نشهد تطورات في هذا التعبير ربما تنتقل إلى الشارع...

   أن الثقة بمعظم الساسة قد سحبت، وإذا لم يسارعوا إلى لملمة صفوفهم وتدارك وضعهم، فإن القادم في مستقبل وجودهم السياسي مظلم، ولكن هذا الظلام وبكل أسف ،سيكون ذا تأثير مماثل على العراقيين...

  كلام قبل السلام:اللبن المسكوب لا يمكن جمعه، خصوصا في الصيف، ففي الصيف يضيع اللبن!

 سلام....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك