فراس الجلالي
ماذا سيحدث في اجتماع مجلس النواب القادم؟
سؤال يحتار به اغلب العراقيين الذين باتوا بين مطرقة الدواعش وسندان العجز الخدمي..
وان كان هناك شريحة مهمة من الشعب العراقي تتمنى بقاء الامر كما هو عليه لا حكومة ولا برلمان؛ واعني بهم القادة الكرد,نعم فهم ركن اساسي باللعبة الديمقراطية, التي اصبح بعضنا يظن انها اكذوبة لتمزيق وحدة الوطن, وجعله يراوح في المراتب الدنيا من مستويات التطور المدني.
فبرغم من مواقف البرازاني الا انه مازال يساهم وكتلة الكرد الموحدة باجتماعها حقا او ظلما, في تسيير السفينة الحكومية, التي اصبحت بتنوعها واختلافها عجيبة غريبة..
سفينة كثر ملاحيها, ربما تغرق, كما يشاع في المثل العراقي, ولكننا كمعانين من هول الازمة, ومنتظرين للفرج الامني والاقتصادي والخدمي, نتمسك بالاحتمال الثاني ونقول ربما تحملها التيارات لبر الامان, قبل ان يشتد الاختلاف وتتازم عقدة الامور..
فقد يحن الممثل السني على الممثل الشيعي, ويتنازل الاخير فيما بينه ليتم ترشيح رئيس وزراء جديد, يقرب الامل البعيد, ويسهم في لملمة المختلفين, وتقريب وجهات النظر المتباينة..
ولكن لما نتمسك بالفرضية الثانية, ونتمناها؟
هناك عدة اسباب تجعلنا نفعل ذلك ابرزها: ان اخواننا الكرد قد حققوا لانفسهم مكاسب عديدة في ظل الحكومة الاتحادية, وبقائهم جزء من العراق, هذه المكتسبات قد يفقدوها في حال استطاع السيد البرزاني ان يحشد اراء الساسة الكرد نحو الانفصال, وهو امر يعيه شركائه, الذين مازالوا متمسكين بمنصب رئاسة الجمهورية؛ ولقد كانت لهم في السابق مواقف مع السيد مسعود.
كما ان الاخوة السنة, مهددين اليوم بشكل خطير لا سيما بعد ان احتلت داعش جزء كبير من مواطن تواجد قواعدهم الشعبية! واعلنتهم كفارا مرتدين كونهم ساهموا بالحكومات السابقة..
يبقى بيت القصيد في ملعب دولة القانون, فاما ان يستمروا بتشنجهم, ونهجهم باختيار السيد المالكي قائد اوحد, فيعزلوا انفسهم عن اخوانهم وشركائهم في التحالف الوطني, او يقدموا مرشحا توافقيا, ويكسبوا لهم موطن قدم وتواجد مؤثر في الحكومة الجديدة..
اما اذا وقف الجميع مستبدا برأيه, ولم يقدموا اي تنازلات, فالعراق ببنيته التحتية المتهالكة, وامكانياته الاقتصادية المعتمدة فقط على النفط الى هاوية واي هاوية ..
https://telegram.me/buratha