مديحة الربيعي
أوشكت الحرب السورية, بين الجماعات المسلحة والجيش السوري أن تدخل عامها الثالث, فقد خالفت كل نتائج تلك الحرب جميع التوقعات, فكل الدول التي أيدت ومولت ذلك الصراع, ظنت أنها سوريا ستكون القطعة الأخرى, من قطع الشطرنج التي تهاوت الواحدة تلو ألاخرى بما يسمى بالربيع العربي, ألا أن سوريا باتت أشبه بالدوامة التي أبتلعت جهود وأموال, وجماعات الداعمين والمؤيدين لتلك الحرب.
أفرازات عديدة ترتبت على الصراع الدائر في سوريا, فطال ألامد على المسلحين, ولم تجر الرياح كما اشتهت سفنهم, ألامر الذي أنهك قواهم وسلط عليهم ضغطاً شديداً, كان لابد من التخفيف منه بسيناريوهات أخرى, وفتح جبهات جديدة من شأنها أن تخفف من ضغط الجبهة السورية المستعرة, ناهيك عن الضربات الموجعة التي تلقاها ألاخوان في مصر, والتي أنهت وجودهم وجعلت الجماعات السلفية في عنق الزجاجة, فكان الحل ألامثل بفتح جبهات أخرى, كان أولها العراق, والقائمة تتضمن أكثر من دولة في المنطقة, ليس الغاية فرض السيطرة على مساحات واسعة من كل دولة , بقدر ماهو سعي حثيث لفتح جبهات عديدة, واحتلال مساحات صغيرة, لاتعدو محافظة أو أثنتين أذا لم يتمكنوا, من بسط سيطرتهم على مساحات واسعة, في كل بلد تهاجمه تلك الجماعات.
المحطة التالية بعد أن لم يتمكنوا من التقدم في العراق, ستكون مصر وفعلاً بدء نشاط تلك الجماعات منذ مايقارب أسبوعين, فقد تمكنت القوات المصرية من أبطال مفعول 40 عبوة ناسفة, كان الجماعات تروم تفجيرها في مناطق مختلفة من القاهرة, ولا تزال السلطات المصرية على أهبة ألاستعداد, لمواجهة هجمات محتملة على الأراضي المصرية, وربما في قابل ألايام, سيتوسع نشاط تلك الجماعات ليطال بلداناً أخرى, أذ يجري الحديث عن عمليات, محتملة في مناطق معينة في السعودية من المحتمل أن تكون مدن الغالبية الشيعية , بدعم وتمويل من قطر,وقد يصل الخطر الى مناطق معينة في الأردن التي بدت تشهد, مظاهرات رفعت فيها رايات التنظيمات السلفية المتشددة, وتصدت لها السلطات ألاردنية.
محاولات متعددة, لفتح ثغرات عديدة, تحمل في طياتها أشغال أرباك السلطات في دول عديدة, والسعي لأيجاد موطيء قدم في دول أخرى, ربما يكون أحدها بديلاً مناسباً عن سوريا لتلك الجماعات لتتخذه قاعدة لها لتجمع شتاتها وتنطلق في نشر لغة الدم, والعبث بأمن وسلام الدول في منطقة الشرق ألاوسط, ليكون جديداً وفق رؤى سادة البيت ألابيض.
https://telegram.me/buratha