عمار العامري/الباحث في الفكر الإسلامي السياسي المعاصر
لم يكن أحمد الجلبي مهتما بمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان، ولم يكن مرشحا عن أي جهة وأنما كان ترشيحه فردي حسب قوله، لاسيما وأن هناك أتفاق داخل التحالف الوطني على ترشيح حيدر العبادي لهذا المنصب، الأ أن الجلبي أوصل رسالة واحدة تضمت عدت مضامين لثلاث جهات هي (دولة القانون ،نوري المالكي، الكتل السياسية) وكانت الرسائل كما يلي:
* أولا: رسالته الى دولة القانون .. تؤكد أن مساعيكم للأستحواذ على جميع المناصب لم يجني منها العراق الأ أحتلال ثلث أراضيه من قبل الأرهاب، وأن أستمراركم بهذا المنهج سوف يخسر العراق خلاله كل أراضيه وثرواته ومقدراته، كما أكدت رسالته أن أدعاءكم بأن لديكم أهلية لتحقيق حكومة الأغلبية وأن لديكم (175) مقعد بان بطلانها.
* ثانيا: رسالته الى نوري المالكي .. أن دخول الجلبي كمنافس منفرد مع حيدر العبادي وحصوله على (107) صوت، دليل على أن الجلبي يتمتع بمقبولية وطنية تؤهله للحصول على منصب رئيس الوزراء، لو كانت هناك حرية في طرح المرشحين بشكل ديمقراطي داخل التحالف الوطني أو الساحة الوطنية، وأن أنسحابه كان مدعاة فخر له شخصيا كونه آثر على نفسه وأنسحب من منصب كان الكثير تتمناه، ليؤكد بأن المناصب ليس كل شيء، وعلى الأنسان أن يعرف حجمه بدون الكرسي أو الحصول على الأمتيازات، وبهذا أوصل رسالة للمالكي بأن تمسكك بمنصب رئاسة الوزراء، وسعيك الحثيث له وبمختلف الأساليب ورغم الأخفاقات التي حصلت في حكوماتك، ماهو الأ شعور منك بأن وجودك ووجود حزبك بوجودكم على الكراسي.
* ثالثا: رسالته الى الكتل السياسية .. مفادها أن التحالف الوطني والشيعة على وجه العموم يمتلكون من الشخصيات الوطنية المؤمنة بالمشروع السياسي الديمقراطي الكثير، ومنهم أحمد الجلبي الذي يحظى بقبول الجميع، وغيره الكثير ممن لم تطرح أسماءهم للمنافسة، والذين يمتلكون الكفاءه ويتمتعون بالخبرة السياسية والأقتصادية والأمنية، ولم يتعكزوا على عكاز صناديق الأنتخابات التي ستكشف الأيام، كيف حصل هولاء على تلك الأصوات؟!.
فأن الجلبي اليوم كان بقدر المسؤولية من أيصاله رسائل متعددة ذات مضامين عالية المستوى، واسعة الأفاق، عميق المضمون، وأثبت أنه شخصية تحظى بالقبول السياسي وقد أرتفع رصيده أجتماعيا، مما يجعله مؤهل لتسلم أي منصب وطني يرشح له، وبنفس الوقت لا يهتم بالتخلي عن أي منصب مهما كان تأثيره.
https://telegram.me/buratha