المقالات

الأمريكان..أصدقاء ولكن لمن ؟!

1458 08:37:47 2014-07-16

قاسم العجرش

    ثمة من يروّج اليوم الى أننا في حاجة الى عون الأمريكان وصداقتهم، بل أن منا من فتح الباب لهم، وهم الآن معنا في مراكز قيادة مشتركة، وفي غرف العمليات العسكرية، وربما في غرف نوم بعضنا!.

    كنا في شهر تموز 2011، أي قبل ثلاث سنوات من اليوم فقط، يومها كان الأمريكان لا يزالون في العراق قوة محتلة له، ولكن موعد جلائهم بدأ يقترب، فقد كان من المتعيّن أن يغادروا في نهاية العام..

    في ذلك العام كان الرئيس أوباما ما يزال في عهدته الأولى، وكان وزير دفاعه هو"ليون بانيتا"، الذي أستلم مهامه للتو، ويدشنها بزيارة لبلد فيه قوات بلاده، يقدر عديدها آنذاك بنحو 46 ألف عسكري أمريكي، من المقرر أن يعودوا الى بلادهم، قبل 31 كانون الأول من ذلك العام، ليبقى في بغداد، أقل من 200 عسكري أمريكي، كانوا سيبقون لأكل السمك المقوف، وتدريب رجال الأمن العراقيين!

    بانيتا "هذا" وصل الى بغداد بزيارة غير معلن عنها، في يوم الأحد العاشر من تموز من ذلك العام، وأعلن يومها أنه آت الى بغداد، في محاولة لإقناع الحكومة العراقية، بضرورة إبقاء حضور فاعل للقوات المسلحة الأمريكية في العراق، وأنه ينوي "إقناع القيادة العراقية بالإسراع باتخاذ القرار"، بشأن وجود القوات الأمريكية في العراق في المستقبل..

    وحينما سُئل عن الأسباب التي تحدوه لهذا الطلب، بدا وكأنه أحرص من العراقيين على بلادهم، فقد قال: إن الوضع في البلاد لا يزال غير مستقر، وأن ما يصل الى ألف مقاتل من تنظيم "القاعدة" يمارسون نشاطهم في العراق، ومعنى هذا أن السيد "بانيتا" كان يقدر مصالحنا، بطريقة أفضل مما نقدرها فيها نحن !.

    "بانيتا" أنهى زيارته لبغداد بعد يومين، إذ لم يوفق في مسعاه لإقناع الساسة العراقيين، بإبقاء حضور فاعل لقوات أمريكية في العراق بعد التاريخ المتفق عليه، وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد و واشنطن، في نهاية تشرين الثاني 2008، وهو أن ينسحب آخر جندي أمريكي من العراق، في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام 2011.. ولم يكن عدم توفيقه لأن الساسة العراقيين لم يوافقوا، بل بالعكس، فقد كان بينهم من يروج الى ضرورة بقاء الأمريكان !.

   عدم التوفيق كان؛ لأن القادة العراقيين جميعا، لا يمتلكون حق إبقاء جندي واحد على الأرض العراقية، بعد ذلك الموعد لسببين لا ثالث لهما؛ الأول: الإتفاقية نصت على وجوب إجراء إستفتاء شعبي عليها، ومع أنه أمر لم يتم، لكن هذا النص يعني أن الشعب العراقي، هو وحده صاحب القرار، في أي موضوع مرتبط بالوجود الأجنبي على أرضه.. والثاني أن أياً من القادة العراقيين، سوف لن يجد كرسيا يجلس عليه، على منضدة يوقع عليها أوراق التمديد !.

    في النهاية لم يفلح "بانيتا"، وأضطر الى سحب قوات بلاده في موعدها المحدد، تحت ضربات موجعة وجهتها المقاومة الإسلامية المسلحة لجيشه..

    إنسحبت قوات "بانيتا"، ولكنها تركت خلفها ما صنعته بيدها فأجادت صنعه: ألف مقاتل من القاعدة!

كلام قبل السلام: تصادق مع الذئاب...على أن يكون فأسك معك!.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك