المقالات

ماذا جرى خلال إحدى عشرة سنة ؟!

1414 11:23:47 2014-07-21

قاسم العجرش

   منذ أن "إختل" ميزان العدالة لصالح المظلومين، أي منذ أن أزيح آخر حاكم أموي حكم العراق، لغاية نيسان 2003، وقوى الظلم تعمل بلا كلل على "تصحيح" ميلانه، ليعود كما كان دوما لصالحها قرابة أربعة عشر قرنا...

    وخلال هذا الزمن الممتد من سقوط نظام صدام، وهو الذي عنيناه بآخر حاكم أموي، لم يتبق إلا القليل، لتحقق قوى الشر ما تريد، فرويدا رويدا حققت تلك القوى نصف ما تريد، من خلال مساريها الذين لم تتخل عن أي منهما, الإرهاب وعرقلة عملية التحولات الديمقراطية، من خلال المشاركة فيها، ولغمها بإشتراطاتها التي لا تنتهي, وها هي قد شرعت ومنذ أن خرج الإحتلال الأمريكي في نهاية عام 2011 تقريبا، بالمرحلة الثانية من مخطط عودتها متحكمة برقاب العراقيين، بعد أن رتبت أوضاعها مع الاحتلال ورجاله !..

    في الجولة الأولى التي كانت ذروتها تفجير مرقد الإمامين العسكريين "عليهما السلام"، أثمرت عن تغير سكاني مناطقي شبه دائم، بيوت عامرة أصبحت ملكاً عضوضاً لأبناء طائفة معينة بعد أن هجر أصحابها, وجدران العزل الطائفي تشمخ باقية نخدع أنفسنا برسم صور لبغداد أيام زمان عليها.

    في أثنائها، وحتى يبعد ساستنا العباقرة عن أنفسهم تهمة "الصفوية"، أعادوا عن طيب خاطر، مجرمي البعث وأجهزته القمعية، الى مؤسسات الدولة الجديدة، قبل إنصاف أي من أسر الشهداء الذين قضوا نحبهم بأيديهم, وقام ساستنا المخلصون للعراق والدين والمذهب "كلش"، بطرد آلاف من المخلصين من الشرطة والجيش بدعوى الطائفية، ليحل محلهم البعثيون والإرهابيون بدعوى المهنية !

برضاهم وصمتهم أُخُرج الإرهابيون من المعتقلات, ومن لم يخرجه العفو العام أخرجوه بواحد من طريقين: الإتفاق مع القوات الأجنبية بوصفه أصبح لا يشكل خطرا عليها ! ومن لا يطلق بالقانون يطلقونه بالقوة، كما في سجن أبي غريب أو سجن أحداث (الطوبجي), أو بالرشوة وهي أقصر الطرق "إتسلوت حبة حبة!" ـ كما في معتقل البراضعية في البصرة!.

وكانت المحصلة المخجلة؛ أن البعثيين قد تمثلوا في أعلى مستويات القرار الأمني والسياسي.

ثمة نظرية قابلة للتصديق، هي أن الإحتلال سلم لجلادينا الأزليين وهو يخرج شفرة تخدمه، مصداقها أن جهات خارجية عديدة، على صلات وثيقة بدولة الإحتلال، تعمل بقوة على المسارين الآنفين: تعزيز الارهاب، ومحاولة هدم ما بنيناه..

   الجهات الخارجية العديدة، ليست أشباحا غير مشخصة من قبل ساستنا، بل يمكن القول وبلا مواربة، أن ساستنا يعرفون كثيرا مما لا نعرف، ولكنهم أما يسكتون جبناً، وحتى لا يتهمون بتهمة "الصفوية" وهي التهمة العتيقة الجاهزة، أو أنهم تربطهم علاقات "بزنس" وتبادل منفعة مع تلك الدول، مما يجعلهم يتغاضون عن دعم تلك الدول للجماعات الإرهابية..

إلا  ما هو منطق الأشياء المقبول الذي يدفع العراق "حكومةً"، لتجهيز الأردن بـ"معظم" إن لم يكن "كل" إحتياجاته من النفط ؟!  فيما الأردن يمثل الراعي الرسمي والرئيسي، لكل التنظيمات والأفراد الذين ملأوا قلوبنا قيحاً، بأفعالهم الدنيئة وجرائمهم الوحشية، ولسنوات طوال؛ كان الأردن المرتع الذي يرتع فيه هؤلاء الأشرار..

كلام قبل السلام: أكتب مليارات من علامات التعجب ولا تكفي !..

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك