زيارتُه للعراق، هذه المرة، لم يكن المقصود منها بغداد، وإنما النجف الأشرف، ولذلك قدّرها المرجع الاعلى فسمح بأن يلتقط معه صوراً نادرة يرفض عادة التقاطها مع اي كان الا ما ندر.
بغداد، من جانبها، فهمت ذلك جيدا، ولذلك لم يتعامل إعلامها بمهنية وصدقيّة مع الزيارة، وكأن الامين العام يزور الواق واق وليس النجف الأشرف!.
ومن الرسائل التي حملتها زيارة بان كي مون الى المرجع الاعلى:
اولا؛ شكر وتقدير المجتمع الدولي للمواقف الحكيمة التي تتخذها المرجعية في اللحظات الحرجة التي يمر بها العراق، والتي كان آخرها فتوى الجهاد الكفائي التي وقفت امام الانهيار الذي سببه تمدد (الفقاعة) في مناطق واسعة من العراق. الفتوى التي حاول الطائفيون توظيفها في حربهم القذرة، من جانب، والتهريج بكونها تؤسس لعودة الميليشيات، من جانب آخر، ليرد عليهم الامين العام بعكس ما تشتهيه نفوسهم المريضة سماعه.
ثانيا؛ لتوكيد التزام المجتمع الدولي واحترامه لموقف المرجعية في أمرين مهمين:
الاول: وجوب الالتزام بالتوقيتات الدستورية المتعلقة بتشكيل الرئاسات الثلاث، وكذلك الحكومة العراقية المرتقبة.
الثاني؛ وجوب تحقيق التغيير في هيكلية مؤسسات الدولة، والذي شمل لحد الان مؤسستين منها، وبقيت المؤسسة الثالثة، واقصد بها الحكومة العراقية، طبعا ليس المقصود بالتغيير، استبدال الأشخاص فقط، فهذا امر مفروغ منه، وإنما كذلك تغيير السياسات والعقليات والمنهجيات بما يحقق تجاوز اخطاء الماضي التي سببت كل هذه المشاكل والانهيارات، إنْ على الصعيد السياسي او على الصعيد الأمني.
لذلك، اجزم انه لم يبق على تحقيق التغيير سوى مدة أسابيع فقط، لانه أمضى عليه المجتمع الدولي بزيارة الامين العام للمنظمة الدولية للمرجع الاعلى في مدينة النجف الأشرف.
هي زيارة يفخر بها العراقيون، بل يفخر بها كل المحبين للسلام والتعايش والاحترام المتبادل بين مختلف المكونات البشرية على قاعدة {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} لما لمسه المجتمع الدولي من حكمة في القول والعمل من المرجعية.
https://telegram.me/buratha