لعله سؤال غريب؛ ولكنه راودني اثناء الظهيرة وانا صائم شهر رمضان, لقد كسرت ظهورنا الانسانية تصرفات الدواعش الهمجية..
فقد تجاوزوا كل حدود المعقول بسلوكياتهم المنحرفة في عراق الحضارة والمقدسات..
تصوروا معي ما يرتكبه من جرائم..
تصوروا انكم مسلمين تعبدون الواحد الاحد وتشهدون بان محمد عبده ورسوله , ويأتيكم الداعشي ليكفركم ويجعل منكم مرتدين من دون سبب الا انكم ابيتم مبايعة خليفتهم المزعوم, او لأنكم رفضتم استقبال لقيط منهم لا تعرفون اصله او فصله في بيوتكم..
او انكم تحاسبون على كونكم موظفين في الدولة العراقية, او مجندين في الجيش العراقي..
اشياء غريبة عجيبة , كان نتيجتها قتل ودماء زاكية تجري كالأنهار, في اول ايام غزوهم قتلوا 1700 شاب عراقي يدرسون في احدى المدارس العسكرية , وبعد ذلك ذبحوا بحدود 500 سجين عراقي مسجون بتهم جنائية في بأدوش بأيديهم ومن تعاون معهم لا ذنب لهم الا انهم محبين لأهل بيت النبوة ..
جرائم كثيرة بشعة امتدت من الجنود العزل, الى الطلاب والمواطنين الامنين لتصل اخيرا للأخوة المسيحيين, الذين شهد لهم التاريخ بالمنجزات الضخمة في هذا البلد العريق..
هذا على الصعيد البشري, اما على الاصعدة الدينية و الحضارية والثقافية... فحدث ولا حرج, هدم وتخريب اخرها ما ارتكبوه في هدم ضريحي النبي دانيال والنبي يونس, نهب وسلب... قائمة تطول تجعلنا ننبذهم من لائحة الطوائف, والانسانية, ونتعامل معهم كالجراثيم والامراض المعدية, الفتاكة التي لا يمكن معها علاج الا الحرق.
نرجع للسؤال هل سينتصر لهم احد لو تم حرقهم احياء ؟
نعم سيفعل الكثير ممن استفادوا من الاوضاع, من تجار حروب, الذين يقتاتون على سفك الدماء..
واعتقد ان هؤلاء المجرمين موجودين اليوم في كل مكان وحتى في عراقنا, يعيشون بين ظهرانينا, ولكنهم تجردوا من انسانيتهم وانتمائهم الوطني, فاستباحوا حرمة دمائنا, كما استفادوا من اموالنا وطيبة اهلنا..
كما ستساندهم دولا ت تتدعي حرصها على العراق يجمعنا ببعضها جورة وتاريخ, واخرى مصالح دولية واقليمية , ولكنها في الحقيقة تريده مقسما, ضعيفا خانعا..
سيهبون جميعهم للتباكي على الدواعش, لا بل سيعدونهم شهداء واصحاب مظلومية و قضية!
شيء عجيب ولكنه واقع حال, وليس احلام جوع او ظهيرة.
https://telegram.me/buratha