مؤخراً نسمع تصريحات هنا وهناك, من بعض المحسوبين خطئاً, على السياسة, علماً أنهم يفتقدون لأدنى درجات الدبلوماسية واللباقة, ويظهر ذلك جلياً, من هجومهم الصريح في تلك التصريحات, على المرجعية الرشيدة, التي بألامس كانوا يتباكون على أعتابها, ظناً منهم أن الفتوى التي أطلقها المراجع, جاءت للحفاظ على الكراسي, وحاشى للمرجعية أن تنظر تلك النظرة الضيقة, فهي ترى أن العراق قبل كل شيء وفوق كل شيء.
أصحاب النظرة الفئوية الضيقة , والمصالح المتقلبة, عندما أيقنوا أن المرجعية تؤيد التغيير, وتدعوا أليه, بدأوا بحملة واسعة للطعن برؤيتها وفتاواها, وحرصها على سلامة العراق, فراح البعض يتهم المرجعية بأنها " لاتحل ولا تربط" , وأن الخطب التي يلقيها ممثل المرجعية تُكتب له نصا, دون علم ٍ أو معرفة بمجريات ألامور على الساحة العراقية! ربما يعتقد أصحاب تلك التصريحات, أن المراجع مشابهين لهم في أفعالهم, يفطرون في الخضراء ببغداد, ويتناولون غداءهم في الحمراء ببيروت, حتى أنهم لا يعرفون موعد جلسات البرلمان, أو الغرض من الجلسة, ( هسة منو الي طلع أطرش بالزفة ؟).
ألاجدر بمن ينوي ألاساءة للمرجعية أن ينظف فاه قبل ان يتحدث, عن المراجع العظام, فشتان بين أفواه تفوح منها رائحة الخمور, وأفواه معطرة بذكر الله, وقلوب مفعمة بحب محمد (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام), فالمراجع قدرهم معروف ومحفوظ, أما من لا يعرف حجمه, فليدرك أنه الثرى والمرجعية هي الثريا, وشتان بينهما.
أن السيد السيستاني (دام ظله الوارف), دعا للتغيير واكد على تشكيل حكومة تتفق عليها جميع القوى السياسية في العراق, وعلى ما يبدو أن الدعوة لم ترق للبعض, فبدأوا يروجون لفكرة عدم وجود أتفاق بين رؤى المرجعية, وآراء المراجع في قم المقدسة, بأعتبار أن أيران الجارة ألاقرب للعراق, ترفض تغيير الواقع السياسي, وترغب أن تبقى الحكومة الحالية دون أي تغيير يذكر, ألا أن اراء المراجع في قم المقدسة جاءت مؤيدة ومنسجمة مع أراء السيد السيستاني (دام ظله).
أن مراجع قم جميعا, يتحركون على هدى توجيهات السيد الخامنائي، لأنه المرشد الأعلى للجمهورية الأسلامية، وهو الفقيه الموجه لها، وهم جميعا مؤمنين بولايته على الأمة، ومعنى هذا أن تأييدهم جاء بتوجيه, من السيد الخامنائي وسبق تأييد المراجع أشارات صدرت عن الخارجية الأيرانية, على لسان عبد الهيان، وهو نائب رئيس الدبلوماسية الأيرانية, من أن أيران تدعم أي مرشح يتفق عليه العراقيين عموما والتحالف الوطني, خصوصا بأعتباره الكتلة البرلمانية الأكبر، وقبلها كان هناك تصريح لرفسنجاني، وهو غني عن التعريف، فهو رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، اي الهيئة الأعلى بعد السيد الخامنائي, ولذلك نلحظ تغيرا في موقف كتلة بدر ، التشكيل السياسي الأقرب, الى مرجعية أيران ضمن التحالف الوطني وضمن إئتلاف دولة القانون المالكي إذن بات خارج التوفيق!
بما أن اراء السيد الخامنائي منسجمة مع أراء السيد السيستاني, فيما يتعلق بتغيير الحكومة في العراق, نحو ألافضل, فهذا يفسر تأييد المراجع في قم, للآراء المرجعية, في الغراء في العراق, لانهم يتحركون بناء على توجيهات الخامنائي, وهو يتفق مع المرجعية في النجف الاشرف, وبذلك فأن تصريحات البعض, ممن أصبحوا خارج اللعبة, لا تعدو أكثر من رقصاتٌ أخيرة لطائرٍ مذبوح.
https://telegram.me/buratha