هل يظن المالكي ان بإمكانه ان يعيد عقارب زمن العملية السياسية الى الوراء فيلغي، مثلا، تكليف البديل لرئاسة مجلس الوزراء، بهذه الاستعراضات التلفزيونية والخطابات الثورية؟.
اخشى انه بذلك يضيف خطأ الى أخطائه الكثيرة فيزداد عليه ثمن الفاتورة التي سيدفعها ان عاجلا ام آجلا.
وأضفت في حديث على الهواء مباشرة لبرنامج (عالم المساء) لقناة بي بي سي الفضائية قبل قليل؛
ما الذي يتصور ان بإمكانه فعله بعد ان تخلت عنه طهران؟ وهل بوسعِه فعل شيء من دون (/) الشيعة وكل الكرد وكل السنة ومن دون واشنطن وطهران؟.
ماذا بوسعه ان يفعل اذا تخلى عنه الناطق الرسمي باسم حزبه، المكلف الجديد بتشكيل الوزارة الدكتور حيدر العبادي؟.
اخشى عليه من اللعب بالنار، فالبلد على كفّ عفريت لا يحتمل المزاح في هذا الظرف العصيب.
ان أمامه احد ثلاث خيارات:
الاول: ان يعلن فورا تأييده للمكلف الجديد بتشكيل الحكومة، وبالتالي تأييده لخيارات كل الشركاء في العملية السياسية، ليحافظ على المتبقي من سمعته السياسية وما بقي من ماء وجهه.
الثاني: ان يذهب الى المعارضة يقود تحت قبة البرلمان المتبقي من كتلة دولة القانون.
الثالث: ان يبدي احتجاجه على ما حصل، فيستقيل من كل شيء وينسحب من العملية السياسية برمتها.
شخصيا، لو كنت مكانه، لاخترت الخيار الثاني، وذلك لسببن:
الاول: التزاما بعنوان حملته الانتخابية التي رفع فيها شعار (حكومة الأغلبية السياسية) وإذ تبيّن واضحا بانه فشل في تحقيق هذا الشعار، فليس من الحكمة بشيء ان يلتحق بركب حكومة شراكة وطنية، والتي اعتبرها في كل حملاته الانتخابية بانها سبب كل المشاكل والأزمات التي تعصف بالبلاد.
وبذلك فسيصدُق هذه المرة مع نفسه ومع ناخبيه على الأقل، وكذلك مع ابواقه التي ظلت تملأ الشاشة الصغيرة على مدار الساعة تبشّرنا بحكومة الأغلبية السياسية.
الثاني: انه خبير في طرق وضع العصي في عجلة الحكومة، بعد ان ظل مجلس النواب، ولدورتين دستوريّتين، يفعل ذلك ضد حكومته، حسب ما ظل هو شخصيا يعلن ذلك كلما واجه فشل او اخفاق وأراد تبريرهما.
والأمر اليه، الا ان الامر الذي ليس بيده، هو ان ليس بوسعه ان يعيد العملية السياسية الى الوراء حتى للحظة واحدة.
كما ان زج الجيش والقوات المسلحة في اللعبة السياسية أمر مرفوض جملة وتفصيلا، لان ذلك يعد جريمة في ظل الديمقراطية، خاصة وان قواتنا المسلحة الباسلة مشغولة الان بالحرب على الارهاب، فكيف يجيز لنفسه إشغالها عن ذلك بزجها في لعبة الكراسي؟.
اخيرا، أهمس في أذنه وأقول:
لتحمد الله تعالى اننا في ظل الديمقراطية، والا، لتعامل معك الجماعة بطريقة اخرى، وما تجربة الطاغية الذليل صدام حسين ببعيدة عنا، والعاقبة للمتقين.
https://telegram.me/buratha