ثاني عشر: الله الله بفريق المستشارين، إخترهم بدقّة متناهية، ولا تستعجل في ذلك ابدا، فهم عقلُك الذي تفكّر به، ورأيُك الذي تشكّله، وأفكارُك التي تعمل على ترجمتها الى مشاريع عمل، وجهازُك الذي تحقق به نجاحاتك، ففي الغرب يتداول الناس عبارة في غاية الأهمية تقول: قل لي من هم مستشاروك، اقلْ لك من انت، وفي واشنطن، لا يدخل الرئيس المنتخب الى البيت الأبيض الا ويده بيد مستشاريه، فتراه لا يدلي بحديث قبل ان يعود اليهم ولا يبلور فكرة قبل استشارتهم ولا يصدر قرارا الا بعد ان يستنفذ المستشارون كل ما بوسعهم من راي.
لا تستأنس بالكلام المعسول، وتحمل الاستشارة القاسية وصبّر نفسك على الرأي الاخر، واطل الصمت قبل ان تقبل او ترفض الاستشارة.
أشعِر المستشار بالأمان ليدلي بأفضل ما عنده من آراء، وعلّمه قول ما يعتقد انه صحيحا مهما كان الرأي غريبا او حتى مستهجنا.
وبهذا الصدد، ينبغي:
اولا: تشكيل فرق مستشارين متخصصين في مختلف المجالات، فليس المطلوب منك ان تكون عارفاً بكل الامور، ولكنه مطلوب منك، بكل تأكيد، ان تسمع الى الأخصائيين في كل الامور.
ثانيا: إبحث عن، وافسح المجال امام كل صاحب خبرة يمكن ان يكون مستشارا لك، بغض النظر عن دينه ومذهبه واثنيته ومنطقته وعمره وجنسه وانتمائه المرجعي او العقائدي او الفكري او الحزبي او السياسي، فالخبرة قيمة إنسانية لا تنتمي الى شيء الا الى صاحبها، ولا يمتلكها الا من يستفيد منها.
ثالثا: لا تتعاقد مع مستشار بمدد زمنية، كما كان يفعل سلفُك، وليكن المعيار ما يُنتج من استشارات وما يصيب بها الهدف، والا سرّحه واستبدله باسرع وقت وأقرب فرصة اذا رايته عاجز عن التفكير او استنفذ أغراضه، فالمستشار برأيه فاذا توقف عن تقديمه لك لأي سبب من الأسباب فسوف يكون عبئا عليك ووبالا على مشروعك.
رابعا: تأكّد بان المستشار الذي تتعاقد معه أميناً وصادقاً ومخلصاً وصاحب راي ومن ذوي الاختصاص وحريصا ومشهود له بتحقيق النجاحات ضمن اختصاصه وشجاعا فالمستشار الجبان يخشى قول رايه اذا خالفك فيه.
خامسا: لا تدعْ الامّعات والوصوليّين والنفعيّين والفوضويّين والمصفّقين وأصحاب العُقد والمأزومين والمتآمرين يقتربون منك كمستشارين، فمثل هؤلاء ضررُهم كثير ونفقتهم مكلفة.
ولا تستعمل من كان مستشارا لسلفك، فلقد اثبتت التجربة انهم فاشلون ولذلك ورّطوه، فكان ان رسم نهاياته بهم.
سادسا: وإنّ من بين اهم فرق المستشارين هو الفريق الاعلامي، فمعركتنا بالأساس إعلامية، فهو المسؤول عن تسويق الفكرة للراي العام على لسانك، كما انه المسؤول عن بلورة الصيغة والجملة والأسلوب الذي ستعرض به المشروع او ترد به عن استفسار، كما انه المسؤول عن تنظيم طرق التعامل مع مختلف وسائل الاعلام، ولذلك ينبغي التدقيق في تشخيص معاييره قبل اختياره.
سابعا: اما الناطق الرسمي للحكومة، فانا اقترح عليك، وبإلحاح، ان تكون امرأة مسيحيّة تتقن على الأقل اللّغتين الانجليزية والفرنسية، طبعا الى جانب اللغة العربية والكردية، مقتدرة وشجاعة وحاضرة البديهة والجواب، صاحبة خبرة في الاعلام وذات علاقات واسعة في الوسط الاعلامي.
ثامنا: ولتوسيع دائرة الاستشارات، اقترح عليك تشكيل فريق عمل مهمته متابعة ما يكتبه العراقيون من ذوي الاختصاص، وكذلك ما يقدمونه من آراء وأفكار وتحليلات وفي مختلف المجالات، ففي العراقيين علماء وخبراء واختصاصات عالمية نادرة ربما لا يمكنك استيعابهم كلهم بالقرب منك، الا ان من الممكن ذلك من خلال مثل هذا الفريق المتخصص بهذا العمل.
ان تجاهل المتخصصين العراقيين حول العالم يُفقِدُك الكثير من فرص النجاح، خاصة ممن عمل في مشاريع دولية فعُرف بتميّزه ونجاحاته المرموقة.
https://telegram.me/buratha