أصدر كما هو متوقع السيد المالكي خطاب التنحي عن المنصب, ولكنه لم يك في مستوى الطموح الوطني, بل كان نعي ومبالغة..
لقد حاول ان يجعل من نفسه رجل سياسة, وأراد أن يضفي صبغة الايثار على فعله وسط جوقته الخاسرة لحلم الولاية الثالثة..
فقد ازعجتنا نائبات القانون, بتصريحاتهن الا مسئولة , وسلاطة ألسنتهن, وهن يهددن ببحور دم تسال, او ينتقصن من دور المرجعية الرشيدة, بل يتجاوزن عليها, بعد ان حفظت للعراق, هيبته, وسمحت لهن فتواها بالجهاد الكفائي أن يمكثن ببوتهن المغصوبة بغير استحقاق من افواه الفقراء!..
حتى السيد المالكي, بتهجمه المعتاد, كان قد حذر العراقيين من التخريب, والاقتتال الداخلي, في حالة تولي السيد العبادي لرئاسة الوزراء..
وحركا اثما مع قطع الشوارع, واغلاق منافذ العاصمة, مظاهرات مؤيدة له, ورغم محاولات تهويلها اعلاميا الا انها كانت قليلة بعددها, جعلتنا نوقن بنهاية الرجل ..
فقد كان يرى انه الاحق دستوريا, وعد مع حاشيته السيد العبادي خائنا, وقد سمعنا عن انباء بمحاولات هجوم فاشلة قادها احد افراد عائلة المالكي على بيت السيد العبادي!؟ فكيف سيستطيع هذا الرجل وحزبه ان يلملم ما تناقلته وسائل الاعلام من هجمات, وصواريخ كلامية اطلقوها على شخص العبادي, او كيان التحالف الوطني ورموزه, وحتى المرجعية!؟
لقد كانت فحوى خطاب السيد المالكي متوقعة, بعد ان قالت المرجعية كلمتها, وبعد ان اعلنت جميع الدول والكتل ترحابها بتكليف السيد العبادي..
ولكن الذي لم يك متوقع هو هذا التجمع وكيف انه حاول ان يتلاعب بالحقائق, ويظهر للعالم بانه صاحب فضل في تأسيس الحكومة الجديدة..
ديباجة الخطاب ازعجت الناس, وأن حركت مشاعر البعض من المصفقين والمنتفعين من حكم السيد المالكي, ليطبلوا له, او ليبرروا خيبتهم..
لقد جعل من نفسه ضحية, وتعالى عن ذكر أمر المرجعية, وصورها تتهمه باطلا بأنه متشبث بالسلطة.. السلطة التي تمسك بها لأخر نفس, وأن بقي الامر بين يديه, لنفذ ما وعد, ولسلمنا الى مصير مجهول..
على كل حال اليوم طويت صفحة المالكي, التي لم تكن فيها سطور تدل على خير او فرح, وعدنا كمواطنين لا حول لنا ولا قوة الا نتفاءل بمستقبل جديد, فيه الانسان مكرم عزيز.. ولا يمكننا اليوم الا ان نعيد ونؤكد على نعمة وجود المرجعية, التي لولاها كما قلت لم يبقى عراق..
نعم أن المرجعية اليوم, بوابة السلام لمكونات الشعب العراقي, وضمانته الحية في قابل الايام.
https://telegram.me/buratha