الاحاديث عن التعاون الدولي العراقي, تلهب الشارع كما الهزات الارضية الارتدادية التي عاشها في محافظات الجنوب..
فبعد ان تم تكليف السيد العبادي, رئيسا لوزراء العراق, تهافت الحكام, وقادة المنظمات العالمية, للإعلان عن تأييدهم ومباركتهم لها..
وبعضهم انطلق يعدنا بافاق مستقبل واعداً, ومليئا ً بالمفاجئات السارة!؟
تأييد لم يكن له اي مقدمات..
فقد كان الريس المنتهية ولايته, متمسكا بالسلطة, والجميع ساكتاً..
فهل نعول على دعم هذه القوى والدول للعراق؟ أم لا ؟
حتى وان كانت قضيته عامة بأثارها وانعكاساتها, فقد تعودنا من المجتمعات الدولية, وحكوماتها, ان يكون موقفها موقف المتفرج, لا المعاون المنقذ, وربما كان لبعض الاطراف الاقليمية, دورا خبيثا, تخريباً.
فللأسف نحن نعيش في مجال عدواني, لا يحب الخير للعراق, ولا يسعده قيام دولة عراقية, سالمة لا عيب فيها!.
لقد كان من حكمنا يبثون فينا دعايات الدعم الخارجي, فذاك كان يتشدق بدعم روسيا, وجعل منها حليفا له, وهذا يتفاخر بعلاقة خاصة بامريكا, لم ترتقي فوق كونها دعايات كما اثبتتها سود الايام التي مروا بها, بعد ان حرقوا ماضينا, لنعيش باضطراب حاضرنا..
فقد اصمنا المالكي, بالاتفاقية الامريكية المبهمة في مضمونها, المختلف على شكلها, والتي عدها منجزا له, ولكن هجمة داعش على العراق, فضحتها..
لم يحرك الامريكان اي ساكن ليتبين للناس ان هناك اتفاق بينها وبين العراق؟!
الا بعد ان وصلت داعش, حدود اربيل العزيزة!..
تدخل زاد تشابك وتعقيد خطوط وخيوط افكارنا..
لقد تمركزت لدي كما الكثير من العراقيين فكرة: ان كل تدخل اجنبي يقابله ازمات, ونهج نحو تدمير العراق, والقضاء على اللحمة الوطنية بين مكوناته.
فها هم الايزيدين, قد تمزقت جيرتهم مع جماعة البرزاني, بتخلي الاخير عنهم, وهاهم العرب السنة, ينتقمون من الشيعة بتصريحاتهم النارية, بعد (حادثة جامع مصعب بن عمير), كان لم يكن بينهم ماضي, او عيش مشترك! ليتبين لنا حجم الشرخ الذي احدثه الاجانب في الواقع العراقي..
معطيات كثيرة تجعلنا نصل الى نتيجة ان كل تدخل خارجي, لا يمكن ان يكون عامل مساعد, للنهوض والبناء, بل اننا لا يجب ان نخوض في هذه الفكرة لأنها ضرب من الخيال..
نوع هذا الفكر لا يرتقي الا ان يكون فنتازياً, او مس جنون..
لكننا لا نملك الا ان نعول صادقين, بالرموز الدينية والشخصيات الوطنية , لتميزها بحب الخير, والسعي لفعله, فضلا عن قبولها المحلي والدولي..
ننحاز الى دور أبناء العراق في حفظ العراق لا على الدور الاجنبي المخيب للآمال..
اليوم في ظل كل التشظي, والتخندقات , لا يخفى ما للسيد السيستاني من تأثير كبير في ايجابية التعاطي مع الازمات, والبحث عن حلول لها.
الذي يمثل بهدوئه وحنكته السياسية, جسرا امنا للوصول بالعراق لبر الامان, ولا سيما ان الشخصيات الوطنية الفاعلة تسمع له.
https://telegram.me/buratha