الشعب العراقي ينتظر بلهفة السيد العبادي, ان يشكل حكومته الجديدة, عسى ان تنتشله من اخفاقات الماضي.. وان تعبد الطريق امام اماله المسلوبة, التي لا ينفك ينتظرها لتتحقق.. فقد قيل :" ان لا حياة مع الياس, ولا دنيا بلا امل" والعراقيون متمسكين .. لكن الواقع لا يتطابق مع الرغبات, وليست مهمة العبادي بالسهلة, فكلنا نعلم مدى تشبث السيد المالكي بالسلطة, يسانده بعض شخصيات دولة القانون, التي تعودت ان تملي آرائها, وتشعل الدنيا بتصريحات نارية!..
ولا يخفى على احد انهم لم يتقبلوا للان مسألة خروج السلطة من بين ايديهم, وان كانوا ساكتين, فهم مترقبين.. كما ان في الساحة السياسية, بإفرازاتها وارهاصاتها, شخصيات معروفة بمواقفها الرافضة للجميع لا لسبب الا الرفض, من باب (خالف تعرف).. فضلا عن مطامع بعضهم, ممن لم تسنح له اصواته بمكسب.. كما ان تشظي الرؤى السياسية, واختلاف تفسير بعضهم لحكومة التوافقات, قد يسبب حرج وتلكؤ في تشكيل الحكومة الجديدة..
فقد اطل علينا اخوتنا بتحالف القوى السنية, بلسان احدهم, كان قد خسر الانتخابات, ليهدد بان تحالفهم, سيقاطع الحكومة الجديدة للعبادي اذا ما سارت على نهج المالكي ! وقد سبق ان اعلن بعضهم متسرعا مقاطعته, على خلفية جريمة جامع (مصعب بن عمير), التي لم يتم التأكد من منفذيها للان, وان تبنتها بعض ابواق داعش..
لقد اعلنوا مواقفهم العدائية, وكأنهم اتفقوا على افشال الحكومة قبل تأسيسها!.. الدولة اليوم مفككة, وحكومتها المنتهية الصلاحية, لم تصنع من مقومات الصمود, ما يمكن الاستعانة به لمواجهة التحديات الكبرى التي اقل ما يقال عنها انها خطيرة.. امر يستلزم الجود لا الطمع, التضحية لا البحث عن المكاسب, وهذا ما لا يرض ان يفهمه البعض .. فقد غلبهم الهوى, وضاعت من بين ايديهم الوطنية, فضلوا يتصيدون الزلات, ويتصنعون المواقف..
هم لا يدركون وهنهم, كما لا يفقهون انهم في مرحلة مصيرية.. هم كما نحن على شفا حفرة, فأما ان يستفيق هؤلاء, وينقذوا انفسهم ويعاونوا شعبهم على تحمل جراحه الى ان تندمل, لا ان يضيفوا عليها الملح.
https://telegram.me/buratha