جريمة قد نتخيل حدوثها إبان الحرب العالمية الثانية مع المجازر التي حدثت على يد الحلفاء , أو في المحارق التي قام بها أدولف هتلر مع اليهود , لأننا لا يمكن إن نتخيل إن تحدث هكذا مجازر بعد دخولنا في الألفية الثالثة , حيث أصبح الحديث عن حقوق الإنسان كالبسملة في بداية كل سورة , فهل أصبحت سورة التوبة من نصيب الشيعة ؟
وفي وسط تجاهل غريب من الساسة الشيعة بالتحديد , وتعاملهم مع الموضوع وكأنه حدث في بلد أخر , حيث اكتفوا بالاستنكار والتنديد الذي أصبح بسملتنا بعد كل حادثة , فأهلا ً بالطائفية التي تجعل السياسي يدافع , وينفعل , ويقوم الدنيا ولا يقعدها , من اجل قضية تخص طائفته , كما فعل اغلب السياسيين السنة عند تفجير جامع مصعب بن عمير , والغريب إن الساسة الشيعة تفاعلوا مع هذه الحادثة أكثر مما تفاعلوا مع قضية سبايكر , والمضحك المبكي نرى ونسمع اغلب السياسيين الشيعة، يطالبون باعتبار قضية سبايكر قضية إبادة وجريمة بحق الإنسانية , فهلا افهمونا ماذا يعني ذلك ؟ , وماذا سيغير من الواقع المرير، سوى إن " 1700 " جندي شيعي قتلوا على يد إفراد من عشائر البو عجيل والبو ناصر , عشيرة الملعون وطاغية العصر هدام , بدماء باردة وبقسوة يستحيل أن يحملها بقلبه مسلم على وجه الأرض .
وما ننتظره من ساستنا بعد إن تهدأ القضية إن ينشئوا وزارة للمصالحة الوطنية , همها الأول والأخير إن تعيد المياه إلى مجاريها , وتقرب بين وجهة نظر الذئب مع الأغنام التي ما انفك يأكلها , أليس للشيعة من راعي يطالب بدمائهم أم إن ما يجري في عروقهم هو ماء أم نحن مواطنون من الدرجة الثانية ؟ ام... وتساؤلات كثيرة تملئ القلب قيحا , لا يهم إن نُقتل أو نُذبح يوميا ً على الطرقات، ونعود لننادي بالوحدة والوطنية وبعراق ً موحدا ً يجمعنا , تبا ً لعراق لا يحفظ دماء الشيعة فيه , وتبا ً لعراق لا يعرف العدالة في حكمه وقضائه , فنحن لا نريد وطنا ً يساوي بين القاتل والمقتول في حكمه , هذا إن لم يتهم المقتول ويبرأ القاتل .
سبايكر هي المسمار الأخير في العراق الموحد والوحدة الوطنية اجتماعيا ً , لان العراق سيبقى موحدا ً سياسيا ً , وسيتصالح السياسيون قريبا ً , وستبقى البنية الفوقية العراقية على ما هي عليه , ولكن للشيعة كلمتها وستقولها بعد حين .
https://telegram.me/buratha