المقالات

تصدعات على جدران سبايكر

1211 00:40:35 2014-09-03

أشد المواقف رعُباً، أن يتعامل ذباحو البشر بالأرقام القياسية، وكأننا في ماراثون الذبح البشري، ومن سيُحطم الرقم القياسي للنازية، أو الفاشية في الإبادة، والقتل الشنيع! رقم(1700) شهيداً، قد يكون قياسياً من حيث الزمان والمكان، يُسجل لدواعش العصر في سباقات الذبح التي يمارسونها فيما بينهم، وجمع الرؤوس لمعرفة من هو الفائز في لُعبة الموت بدمٍ بارد!

قد نكون في تيه من أمرنا؛ عندما تتوالى علينا أرقام الشهداء، بين الفينة والأخرى؛ ليبقى مايدور في مخيلنا؛ حصيلة القتلى لا غير؛ دون أن نتسائل كيف قتلوا! لكن شريكنا في عمليتنا(السياسية) يرى العكس تماماً، فالأرقام لاتساوي في ذهنه شيء قياساً بِمُسببات القتل، وآليته المتبعة في سفك الدم، ويُفكر في حالة الإحتجاج، والتنديد التي يمارسها، وهو يصرخ لمظلوميته! 

كان الترويج لحادثة "مُصعب أبن عمير" والضجيج الذي مورس من قبل المتحدثون السُنة ، وإعلاء الصرخات ، وبح الأصوات، عكس الإحتجاج عن مجزرة سبايكر ، والرقم القياسي الذي قُتل بين صريعٍ في وادٍ، وقتيلٍ في نهر، وجثة بلا رأس، ولم تلق صرخات الإستنكار لهذه الجريمة الشنعاء صدىً واسع لدى كثير من المتحدثون الشيعة، وإهتموا بالرقم دون النظرِ الى طريقة القتل، ومخلفاته.

كيف لنا أن نامل نجاح العملية السياسية، بوجود كفتين متناحرتين؛ كفة تطالب بمحاسبة المتورطين بحادثة ذهب ضحيتها(70) قتيلاً، والسكوت، والتخفي عن مجزرة(1700)، وأخرى صمٌ بكم عن حقوق جمهورها ذات الأغلبية الواسعة! وكيف لنا أن نُحقق ما يسمى" مصالحة وطنية" في ظل التناحر، وتراشق التهم بصبغة طائفية، وندافع عن مصاصي الدم، ونخذل(ممصوصي) الدم! فإلى متى تُعشق المناصب على حساب" المكَاريد" فلم تهزكم " الشيلة" ياساسة..! 

صراخ إمراة جعل مجزرة العصر، وكأنها تتجدد، بالألم والحرقة في نفوس الأغلبية المغلوب على أمرهم، وقادة رأي لم يحركوا ساكن إزاء هذه الجريمة التي تصدعت لشناعتها جدران قاعدة سبايكر؛ لوحشية القتل، والتنكيل، وترقيم الرؤوس المفصولة عن الجسد لمعرفة من فاز بمُسابقة الذبح! فمتى تداوى الجراح، ويُكشف ما كان مستوراً خلف تلك الجدران، لتُثلج صدور الثكالى المفجوعين بفقدان الأحبة. ويثأر الأبرياء لأخوتهم المغدورين. 
في بواكير الطفولة، كانت أثار الأكف على جدران المدارس، تنبعث منها رائحة معجون الطماطم، أو صبغ(البويا الأحمر) لمحاولة لزرعِ الخوف في نفوسنا، لُنصبح فيما بعد شعب الموت والرعب؛ هكذا أراد(أبو حلا) ولا نعلم أن تلك الأكف ستتحول الى حقيقة، وأن ذلك اللون الأحمر الذي يوضع لتمثيل الدم، أصبح رُعباً واقعياً، لايمت الى الخيال بِصلة. 

لا زالت أثار الأكف الحمراء على جدران قاعدة سبايكر، حتى يثأر" المكًاريد" للمغدورين، ويُحاسب من هو خائن، ومُتخاذل، جراء هذه المجزرة البشعة ضد الإنسانية، وأن لم يحصل ذلك فضعوا "الشيلة" على رؤوسكم يا ساسة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك