كل صراع جديد ينشب في المنطقة, يؤدي إلى ظهور جماعات اشد تطرفا, وكفرا, من سابقاتها, فبعد الصراع على السلطة في سوريا, ظهرت عدة جماعات متناحرة, ثم ما لبثت هذه الجماعات, أن توحدت في ثلاث جبهات متقاتلة, هي: النظام السوري, والجيش الحر, والتكفيريين.
الدعم الذي قدمه حزب الله وإيران, للنظام السوري, أدى إلى قلب الطاولة على تركيا وقطر, وحلفائهم. تقدم النظام السوري مستعيدا الكثير من الأراضي, أضعف خصومه من الجيش الحر, والتكفيريين, ومستوليا على أسلحتهم, فكانت الحاجة هنا إلى مرحلة جديدة, لتجهيز التكفيريين خاصة, بالعدة والعدد.
اجتماع روحاني و أردوغان, الذي لم يفضي إلى نتيجة ترضي تركيا, كمفاوضة عن الطرف التكفيري ومن يدعمه, لغرض دفع إيران للتخلي عن الأسد, وتنصيب من يوهمون الرأي العام العالمي بأنهم ثوار, وأصحاب قضية, فجاء الأمر للظلاميين بالتحرك, إلى العراق واحتلال الموصل, وبالتعاون مع أطراف داخلية, استولت داعش على أسلحة الجيش العراقي, الذي كان يحتفظ بما يقارب ثلث ترسانته الحربية في الموصل.
صدام كان لا يفتح مصنع تزيد إستراتيجيته وأهميته, عن مصنع طابوق, في المناطق الشيعية, كي لا ينقلب الشيعة يوما وينتفعوا من مخزون هذه المصانع, من المواد الخام والمنتجات, وأيضا لعلمه المسبق بإستراتيجية تقسيم العراق, لأنه هو من المنفذين الرئيسين والمباشرين, لهذا المشروع, فعندها يحصل الشيعة على معامل الطابوق والبيبسي, فيما تقع منشاة نصر ومصفى بيجي, وغيرها في المناطق السنية.
الاحتفاظ بهذه الكمية من الأسلحة, في منطقة متخلخلة امنيا كالموصل, ومع العلم مسبقا بوجود الخيانات الدائمة, من المتعاونين مع داعش والخونة, يدفعنا إلى التساؤل عن حجم المؤامرة, ومن يشترك فيها من القادة العراقيين, سواء ساسة المنطقة الخضراء أو غيرهم.
لسخرية القدر فان داعش عائدة إلى سوريا, مدججة بالدبابات والمدرعات, وكل أنواع الأسلحة والذخائر, للمرحلة الثانية من القتال في سوريا, ولكن عراق قبل هذه الأحداث, لن يعود كما كان, فمجزرة سبايكر, والخيانات التي حصلت من إيواء لداعش, وتسليح وتعاون, وعلى أعلى المستويات, يجب أن لا تمر دون عقاب.
أم عفا تعالى عما سلف, فتمر هذه الجرائم كسابقاتها, فالساسة العراقيين عبئوا أرصدتهم بمبالغ جيدة, وقتلة العراقيين سوف يذوبون في المجتمع مرة أخرى, فيحصلون على تعويضات ورواتب وتقاعد, بانتظار المرة القادمة التي يدخل فيها أي عدو للعراق, للتعاون معه.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)