المقالات

بمن ستطيح سبايكر بعد؟..

3485 01:09:14 2014-09-03

وسائل الاعلام العراقية, بأدواتها المختلفة, لم تنصف دماء شهداء سبايكر لحد الان, برغم كل ما ذكر ونشر عنها..
وربما بشكل غير مبرر , مقصود او غير مقصود, ساهمت هذه الوسائل بتظليل الراي العام, وقللت من اهمية هذه القضية!.
في وقت انها جريمة, يندى لها جبين الانسانية, ولا يستطيع احد غير داعش المتطرفة بعملها وفكرها, أن تتبناها..
نعم فما حصل في سبايكر, لا يمكن حصره بالمجزرة؛ ولا يمكن أن نقول عنها (جريمة بشعة) ونسكت..
لعل فظاعة أدوار الخونة فيها, تغطي على فظاعة مشاهد الذبح والتنكيل, لقد أشترك في جريمة سبايكر, كثير من رجال الدين والساسة, يدرون كانوا أو لا يدرون..
فعملية تفتيت لحمة البلد, وخلق العداوة بين المذاهب, تبلورت خلال سنوات لتظهر في حكم السيد المالكي بشكلها العنيف والصدامي المعلن, الذي أفضى الى مناطق حمراء, وصفراء, تهدد كل من يمر بها..
لقد سيطر الارهاب على أهالي الكثير من المناطق(العراقية السنية) لوجود حواضن فيها, ولخطابه الناعم حول التهميش المزعوم, والدفاع عن حقوقهم(المسلوبة)!؟
أمر أضطرهم الى مهادنته خوفا وطمعا, في ظل عجز حكومي, وغياب سلطة الحاكم, وتقصير اجهزة الدولة, فشب في منطقة نفوذها, أجيال تعودت الذبح, وحملت الرؤوس, كما الدمى, ونامت وقعدت على الخطاب التحريضي..
لكن اضطرار عوائل على مجاورة الارهاب, لا يسوغ ان تتبنى أيدولوجيتها في القتل والترويع..
لقد اصبحوا أساس الدولة الارهابية في العراق والشام, شرذمة ضالة, غُرس فيها الحقد والكره, أستغلت الانفلات الامني الذي ساهموا به, مع الساسة, ليعيثوا فسادا ولتكتمل الحلقة الداعشية..
أن جريمة سبايكر التي أرتكبها مجرمون ينتمون لعشائر عراقية معروفة, أتبعوا أهؤاهم, ولبسوا ثياب داعش, هي علامة فارقة في التاريخ العراقي الحديث..
هذه الجريمة ستكون سبة بحقهم, وبحق عشائرهم ليوم الدين, فقد اغتالوا دينهم وشرفهم, كما كرم أخلاق العرب..
وفي الوقت ذاته, هي لعنة ستلاحق أعضاء الحكومة العراقية المنتهية ولايتها, بجميع أفرادها, لتقصيرهم وأسرافهم على أنفسهم..
لقد ساهموا بفشلهم, وسكوتهم بإراقة دماء ما يزيد على ثلاثة الاف عراقي في حدود سبايكر, فعلى حكماء العشائر المعنية والحكومة, أن يسارعوا لإعلان براءتهم من هذه الإبادة الجماعية..
ربما أطاحت حرب داعش, بألاف الشيعة والايزيديين الشرفاء, ممن لا ذنب لهم الا عراقيتهم, وانتمائهم الديني والمذهبي, لكن سبايكر ستطيح, بالعديد من القتلة والفاسدين, كما أطحت بضمائر الخونة, الذين باعوا العراق والعراقيين, بأبخس الاثمان ..
اليوم شاءت الاقدار أن تكون سبايكر أرض جديدة لمأساة كربلاء القديمة, كربلاء عينها التي علمتنا أن الدم ينتصر على السيف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك