وسائل الاعلام العراقية, بأدواتها المختلفة, لم تنصف دماء شهداء سبايكر لحد الان, برغم كل ما ذكر ونشر عنها..
وربما بشكل غير مبرر , مقصود او غير مقصود, ساهمت هذه الوسائل بتظليل الراي العام, وقللت من اهمية هذه القضية!.
في وقت انها جريمة, يندى لها جبين الانسانية, ولا يستطيع احد غير داعش المتطرفة بعملها وفكرها, أن تتبناها..
نعم فما حصل في سبايكر, لا يمكن حصره بالمجزرة؛ ولا يمكن أن نقول عنها (جريمة بشعة) ونسكت..
لعل فظاعة أدوار الخونة فيها, تغطي على فظاعة مشاهد الذبح والتنكيل, لقد أشترك في جريمة سبايكر, كثير من رجال الدين والساسة, يدرون كانوا أو لا يدرون..
فعملية تفتيت لحمة البلد, وخلق العداوة بين المذاهب, تبلورت خلال سنوات لتظهر في حكم السيد المالكي بشكلها العنيف والصدامي المعلن, الذي أفضى الى مناطق حمراء, وصفراء, تهدد كل من يمر بها..
لقد سيطر الارهاب على أهالي الكثير من المناطق(العراقية السنية) لوجود حواضن فيها, ولخطابه الناعم حول التهميش المزعوم, والدفاع عن حقوقهم(المسلوبة)!؟
أمر أضطرهم الى مهادنته خوفا وطمعا, في ظل عجز حكومي, وغياب سلطة الحاكم, وتقصير اجهزة الدولة, فشب في منطقة نفوذها, أجيال تعودت الذبح, وحملت الرؤوس, كما الدمى, ونامت وقعدت على الخطاب التحريضي..
لكن اضطرار عوائل على مجاورة الارهاب, لا يسوغ ان تتبنى أيدولوجيتها في القتل والترويع..
لقد اصبحوا أساس الدولة الارهابية في العراق والشام, شرذمة ضالة, غُرس فيها الحقد والكره, أستغلت الانفلات الامني الذي ساهموا به, مع الساسة, ليعيثوا فسادا ولتكتمل الحلقة الداعشية..
أن جريمة سبايكر التي أرتكبها مجرمون ينتمون لعشائر عراقية معروفة, أتبعوا أهؤاهم, ولبسوا ثياب داعش, هي علامة فارقة في التاريخ العراقي الحديث..
هذه الجريمة ستكون سبة بحقهم, وبحق عشائرهم ليوم الدين, فقد اغتالوا دينهم وشرفهم, كما كرم أخلاق العرب..
وفي الوقت ذاته, هي لعنة ستلاحق أعضاء الحكومة العراقية المنتهية ولايتها, بجميع أفرادها, لتقصيرهم وأسرافهم على أنفسهم..
لقد ساهموا بفشلهم, وسكوتهم بإراقة دماء ما يزيد على ثلاثة الاف عراقي في حدود سبايكر, فعلى حكماء العشائر المعنية والحكومة, أن يسارعوا لإعلان براءتهم من هذه الإبادة الجماعية..
ربما أطاحت حرب داعش, بألاف الشيعة والايزيديين الشرفاء, ممن لا ذنب لهم الا عراقيتهم, وانتمائهم الديني والمذهبي, لكن سبايكر ستطيح, بالعديد من القتلة والفاسدين, كما أطحت بضمائر الخونة, الذين باعوا العراق والعراقيين, بأبخس الاثمان ..
اليوم شاءت الاقدار أن تكون سبايكر أرض جديدة لمأساة كربلاء القديمة, كربلاء عينها التي علمتنا أن الدم ينتصر على السيف.
https://telegram.me/buratha