لماذا برايك نسمع لأول مرة في مفاوضات تشكيل الحكومة بأن المفاوضين الشيعة تنازلوا لمفاوضي السنة عن 40% من الحصة السياسية، وتنازلوا للأكراد عن 30% وللأقليات ب7% واكتفوا بما تبقى من فتات؟ مع اطلاق قائمة طويلة من الشروط التي أقل ما يقال عنها بأنها تعسفية.
لماذا لم نسمع بهذا المنطق في تشكيلات الحكومة السابقة؟ ونسمعه الآن وبكل ما يملك المروجون لهذا المنطق من إمكانيات الإعلام.
الغريب ان غالبية المتنازلون هم داعشيو الأمس وخونة اليوم في وصف نفس هؤلاء. والأغرب ان داعشيي الأمس بلسان اعلام هؤلاء هم المقاتلون الألداء لداعش بلسان الواقع، والمحاربون الأشاوس لداعش في يوم امس في إعلام هؤلاء، هم الوحيدون الذين لا تجدهم في جبهات القتال ضد داعش وفق معطيات الواقع!!
هل يمكن لك أن تجمع بين المعادلتين؟ ولو فعلت فعلام ستحصل؟!
هل يمكن لك أن تحسب الأمور بحساب العرب وحساب العقلاء والمنطقيين، لا بحساب العنتريات والأفيال الطائرة والسلاحف النفاثة؟!! ولو فعلت فأين ستصل؟
مجتمعنا طيب ولأنه طيب ينفعل بسرعة، وفي غمرة انفعاله يضيق بحسابات المنطق ويتعلق بحسابات الحماسة والعاطفة، حتى إذا ما جاءت جردة الحساب وجد ان الأرض الموعودة لم تك إلا صحراء جدباء قد ملأها أصحاب العنتريات بكل كلمات الحماس التي لا تغني ولا تسمن، فالصحراء تبقى هي الصحراء ولن يجدي معها كل كلمات الريعان والخصب والآراضي الغناء والحدائق الخضراء.
وقساوة الصحراء ستبقى هي اللاسعة التي تستوجب الكثير الكثير مما يجب أن يتلظى منه مرتادها...
لن أقول لك بأن النسب المذكورة أعلاه لا حقيقة لها لأن حبل الكذب سيبان خلال أيام قليلة جدا، بل سيظهر بفترة أقل بكثير من تمرير كذبة دعم القوات المسلحة التي انتجت سبايكر وضياع اكثر من ثلث العراق بسبب داعشيي الأمس الذين اضحوا بجرة قلم الواقع هم المقاتلون الوحيدون لداعش على ارض القتال الحقيقية حيث الدماء والجهد والنصب والجراح والمعاناة والسهر الطويل والحر الشديد، بعد أن كانوا بجرة الاعلام الكاذب هم الذين جاؤوا بداعش.
لكن ما يؤلم أن المصدقين بأكاذيب هؤلاء لم يتعلموا من الأكاذيب الأولى ليقولوا من يكذب مرة يمكن ان يكذب ألفاً، ما يؤلم ان من يستخف بالعقول هو الذي ينال الجائزة ومن يحترم العقول هو الذي يلعن ويشتم ويحارب ويتهم.
بالله عليكم لو حسبتموها قليلاً هل ستجدونها صعبة عليكم في أن نسبة 40% لو اضيفت إلى نسبة 30% وأضيف اليها 7% لكانت النسبة 77% والبقية تبقى للشيعة فهل هذا من صنف المعقول؟
لماذا يكون هذا التنازل؟ هل لديهم مقاعد اقلية وهم الأكثرية؟
هل هم من الضعف بمكان لأنهم متفرقون مع أننا لم نجدهم متحدون كما هم اليوم؟ والدليل واقع جبهات القتال إذ نجد هذا الصف هو المقاتل وهو المنتصر وبصور مثلى من التعاون بين القيادات والقواعد.
هل ان من قاد عملية التغيير منذ البداية غفل عنها حينما بدأت تطلق الثمار؟ أم أنه لا زال يتابع الأمور بمنتهى الحرص وبمنتهى الاهتمام؟
الحقيقة التي لا خفاء فيها لو دققنا النظر قليلاً سنجد أن ثمة كاذب في البين هو المتضرر من كل ما يجري في الكواليس، وهو المحروم الأكبر من كل ما يجري
هو الذي كذب بالأمس، ولا زال يكذب في اليوم، فلا تعينوه على أن يكذب في الغد لأن الغد لن يرحم المغفلين.
لي رجاء وأمل: المقال كتب من أجل أن نفسح المجال لعقلنا السياسي أن يتنفس الهواء الطلق فلا تربكوه بتعليقات المدح المبالغ وتعففوا عن تعليقات الذم المنافي لأخلاقنا فالدم المسفوك والعفاف المغتصب في سبايكر والموصل وتلعفر وبشير وبعشيقة وبرطلة وسنجار وفي شتى مناطق بغداد والحلة وديالى والعديد من محافظاتنا لن ترجعه هذه التعليقات، وحده العقل الحر ينتج الإرادة الحرة التي ستقتص من كل الإرادات المجرمة وحينها سينهض الدم المسفوح في نهر دجلة من شبابنا في سبايكر ليلتف على أعناق سفاحي داعش ومن يقف وراءهم ومن مكنهم في الأرض... ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله وإن غدا لناظره لقريب.
https://telegram.me/buratha