المقالات

طف سبايكر بين الخذلان والصمت

1307 21:40:08 2014-09-04

مجزرة العصر، التي أذهلت جميع الحقوقيين، مئات القتلى من الطلبة الأكاديميين، ذبحوا كما تذبح الأغنام، لم يرتكبوا أي جريمة، فكانت وقعا عظيما في تاريخ المجازر، والألم يعتصر القلوب، والعيون تكاد تدمع دما، فالصدمة لا تزال سيدة المواقف، وجل الساسة صامتون، لم يحركوا ساكنا، جراء ما حدث من هذه المذبحة الكبيرة .

ليس من الغريب، أن تتشابه الأحداث بين الحين والآخر، فالتاريخ قد حدثنا سابقا عن جريمة حدثت في العاشر من محرم؛ أجل واقعة الطف الأليمة، التي قتل فيها الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه، بعدما قطع الماء عنهم لثلاثة أيام متتالية، وعشرات الألوف تجمعوا لمقاتلة ما يقل عن المائة، الجريمتان تتشابه، فالقتلة هم نفسهم الذين ارتكبوا المجزرتين، وإن اختلف الفاعلون .
الغريب في القصة، إن الطلبة حصلوا على إذن بالذهاب إلى أهاليهم، في حين البلد يعيش في حالة طوارئ قصوى، فالأوامر صدرت من كبار الضباط، هنا تساؤل يطرح نفسه، فما حدث من سيطرة تنظيم داعش على المحافظات الستة، كان الطلبة على علم بما جرى، هذه الملابسات تشير إلى تواطئ على مستوى كبير.

العديد ممن نجوا من هذه الواقعة، رووا ما حدث لهم، أثناء مغادرتهم لمعسكر سبايكر، العشائر تنتظركم عند بوابة المعسكر، لكي يخلصوكم من داعش، قولوا لهم أنتم من أي محافظة، كي يأخذوكم إليها، لا تقلقوا إنهم معكم، لكن المفاجئة حدثت والتي لم تكن بالحسبان، فعند السيطرة على الأسرى وأحكام القبض عليهم، رفعت أعلام داعش، والمصيبة قد جرت في حينها، اقتيدوا إلى المذابح مثلما تقتاد الشاة، أسم رب داعش يعلو الأصوات، فرب المغدورين بريء مما فعلته هذه العصابة الإرهابية .

المجتمع الدولي الذي ينادي بحقوق الإنسان لزم الصمت وكأن لم يحدث شيئا، فالمقتولين من الأغلبية التي يصادر حقها منذ أمد بعيد، فبمجرد تهديد داعش بقتل وتهجير المسيحيين والصابئة، انتفضت الدول العظمى منددة بما سيحدث، ولكن ضحايا سبايكر ليسوا بشر، ولا ينتمون إلى الإنسانية أصلا، ذنبهم أنهم من الأغلبية التي هي أقلية سياسية في الواقع المرير، ولا يخفى إن العالم أيضا، تغاضى عما حدث في قطاع غزة المحاصر، فالصدفة ليست بالغريبة، أرقام الضحايا تتقارب هنا وهناك .

صمت وسائل الإعلام المخجل، التي أخذت على عاتقها نقل ما يجري بكل مصداقية وشفافية تامة إلى العالم، لكنها تغاضت عن نقل الفاجعة للرأي العام، ربما هنالك من يرغمها على السكوت، فالحكومات الداعمة لتنظيم داعش، لا ترغب بكشف جرائمها .
القضاء العراقي، أين هو مما يحدث؟ لماذا لا يفعل شيئا؟ الحكومة التي من واجباتها الحفاظ على حياة المواطنين، القيادة العامة للقوات المسلحة متى تخرج من صمتها؟ البرلمان الذي يعتبر مشرعا ومراقبا !!! أسئلة وأسئلة تكثير والإجابة غائبة عن المتسائلين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك