ليس من الغريب الانتقاص من الوجوه الجديدة, التي ظهرت أثناء الانتخابات, التي جرت في الثلاثين من نيسان الماضي, فظهورها كان يعني التمهيد لجيلٍ شاب, يتمتع بنوع من التحليل ومقارعة الطراز القديم, الذي تقادم بمرور الزمن, فكان من الصعب الخضوع لهذا الأمر .
الظاهرة التي سحرت جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية, هي بروز مواهب لم تكن في أذهان المتابعين للشأن السياسي, محاورين من المستوى الاول رغم صغر سنهم, المفاجئة التي أبهرت الكلاسيكية السياسية, التي حاولت غلق الطريق, أمام هذا الجيل, الذي أثبت براعته في النقاش والمقدرة على مجارات كبار سياسيو الجيل القديم .
بليغ مثقال أبو كلل, أسم تصدر الأعلام, وكان نجم ذهبيا بمستوى النجوم الخمس, ساسة الكتل المنافسة لكتلته إصتصغرته, ولم تحسب له ألف حساب, فهو من أبرز قيادات تيار شهيد المحراب, الذي يتزعمه السيد الحكيم, فقد كُلف بقيادة تجمع الأمل, الوليد حديثا, فكان نهج هذا التجمع استقطاب الجيل الشبابي, وطرحهم كقادة في المستقبل .
بليغ من عائلة أصيلة, معروفة عند أهل النجف بعراقتها, فأبوه من أشهر رياضيو العراق, وكان عدّاءاً يشار له بالبنان, تمتلك ارث جهادياً كبيراً, فكانت عائلةً مقارعةً لنظام الديكتاتورية المقيت . قارع وتصدى للمنتقصين, من تيار شهيد المحراب, والدفاع والذود عنه, فالتيار الذي عرف بوسطيته في التعامل مع باقي الكتل السياسية, التي تتشارك معه في بناء العراق, ولملمة الشتات, توحيد الكلمة, العمل على إنهاء حالة التفرقة التي تسود المجتمع, جراء المناكفات السياسية, التي عملت على المتاجرة بالطائفية, التي أستخدمها البعض كدعاية انتخابية له .
الحوار البنّاء, والدلائل التي ينتهجها, في حديثه مع الفرقاء من ساسة الكتل الأخرى, هو نهجه, الهدوء في الكلام, والابتسامة التي تعلو وجهه, هي من أبرز صفاته, ونبذ المنهج الطائفي في الحوار السياسي مع القوى الوطنية الأخرى, الحديث عن هذا الرجل يطول, وتحليل شخصيته أمر سهل, فما عُرف عنه بنقاشه وأسلوبه الجميل بالرد, يغني الآخرين عن الإستعانه بخبراء لتحليل شخصيته .
فبليغ غني عن التعريف, بصولاته التي صال بها, على منتقدي سياسات المجلس الأعلى الإسلامي, في رفض الولاية الثالثة, والسياسات الرعناء لبعض الساسة في إدارة الدولة, والعمل على القبض بيد من حديد على مفاصل الحكومة, والفشل الأمني, الخدمي, الاستغلال غير المبرر للمال العام, والكثير من القضايا التي تعرقل النهوض بواقع البلد .
ولا يخفى هناك الكثير من الجيل الصاعد, الذي صدّره تيار شهيد المحراب, كصلاح العرباوي, فادي الشمري, محمد جميل المياحي, وأحمد سالم الساعدي, فالبوصلة تشير إلى ضخ دماء جديدة في مجال العمل السياسي, لفسح الطريق للشباب في التصدي للمسؤولية الوطنية .
https://telegram.me/buratha