تتسارع الأيام, والوقت كالسيف ، فلم تبق سوى أيامٍ معدودات, على انتهاء المهلة الدستورية, لتشكيل الحكومة القادمة, وسط تسليم جميع الكتل أوراقها التفاوضية, فالتفاهم سيد الحوار السياسي, اتفقت كلمتهم على تشكيل حكومة تتمتع بالقبول الوطني الواسع, ذات برنامج متكامل ورصين .
فهل يستطيع العبادي أن يفاجئ المراهنين على فشله, في إستحصال ثقة ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان ؟ في ظل التفاهمات التي تصدرت مواقف الكتل, وعودة الطاولة المستديرة إلى الواجهة من جديد, بعدما أبعدت عن ساحات التفاوض, وغُيبت لدوافع متباينة, في وقت كان العراق بأمس الحاجة إليها, وحيث انطوت صفحة الحزب الواحد واحتكار القرار السياسي, لابد أن نحتكم لمعادلة جديدة, وان يحكم الوطن بمبدأ الشراكة والتوافق الوطني, لما تمتلكه جغرافيته الطبيعية من طوائف وقوميات متعددة .
الورقة الوطنية, العنوان البارز الذي تمخض عن اجتماعات مطولة, وما رافقتها من عسر المفاوضات, بين مختلف القوى الوطنية, التي التقت أفكارها بالأخير, لتحديد أوليات المرحلة المقبلة, والتفاهم لصياغة برنامج حكومي, قادرٍ على إدارة الملفات, التي لا زالت عالقة, وحلحلتها هو أمر لابد منه, وصعب أن يرتقي الأداء الحكومي, إن بقت على حالها .
الأمن المهمة الأكثر تعقيدا, في هذه المرحلة, تواجه العبادي وفريقه الوزاري, وتحتل مساحة واسعة من استحقاقات الواقع ومستقبل هذه المرحلة, فتركة السنوات الماضية ثقيلة جدا, ستة محافظات تحت سيطرت داعش الإرهابي, كشفت عن تجاهل في بناء العقيدة العسكرية, لمنظومتنا الأمنية ووجود ثغرات مفتوحة أمام تسلل الإرهابيين, لاختراق الجيش العراقي, رغم إنفاق الكثير من الأموال الطائلة لتدريبه وتسليحه بمعدات متطورة .
بالإضافة إلى الملف الخدمي, الذي ما زال يشكل عقبة كبيرة, وعائقا أمام نجاح الحكومة للسنوات الثمان الماضية, مع ما صُرف عليه من مليارات الدولارات, فقطاع الكهرباء الذي كثُرت الوعود بحله نهائياً, ولكنه يزداد فشلا بين الحين والأخر, مع العلم أنه أعتبر من أولويات تلك الحكومات, وليس أخيرا يأتي ملف الزراعة, هو الآخر ليشكل رقما في العد التنازلي, لأداء الحكومات السابقة وتحد أمام الحكومة القادمة, فمن المعروف أن العراق ومنذ القدم بلد زراعي لكن !! , فأرضه ارض جرداء قاحلة غير صالحة للزراعة, بسبب الكثير من الأمور وأهمها المياه, التي تذهب هباءً منثورا في البرك والمستنقعات والشوارع, دون وضع حل لتصريفها في المجاري, الذي هو الآخر من المشاريع الفاشلة والقائمة تطول . المجتمع الدولي رغم صراعاته المحتدمة, أتفق على الدفع باتجاه دعم الحكومة المؤمل ولادتها في القريب العاجل, فأمن العراق وهدوء وضعه السياسي من أبرز أوليات دول الأعضاء, في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي, للعراق أهمية كبرى؛ من حيث موقعه الجغرافي, وامتلاكه كميات كبيرة من النفط الخام, وما إلى ذلك من الثروات الأخرى .
https://telegram.me/buratha