المرجعية الدينية دعت في خطبها في أكثر من مرة ، وفي بيانات متعددة في ضرورة إيجاد التغيير في هذه الحكومة ، وما تلاها من ضرورة إيجاد التغيير في الوجوه والشخوص الذين لم يجلبون الخير للبلاد والعباد، وأبعاد المفسدين الذين جلبوا الخراب والدمار والفساد للبلاد ومؤسسات الدولة العراقية .
مر مسار تشكيل الحكومة بمسارين هما (المطالب ، والوزارات ) حيث كانت هناك بعض الصعوبات في الجانب الأول ( المطاليب) مع تباين هذه المطاليب ، وتصاعد الشعارات والمزايدات والتي انتهت بإيجاد ورقة عمل متفق عليها من جميع الأطراف تكون هي خارطة الطريق المفترضة لتشكيل الحكومة .
وهنا ربما يثار تساؤل : هل كانت هناك تنازلات عن حقوق الأغلبية في هذه المفاوضات العسيرة ؟!
القارئ والمحلل يجد أن الجميع على الأقل يدافع عن ما متبناة وبالتالي متبنى جماعته وقوميته وطائفته ، كما أن وجود أتفاق مسبق بهذا الصدد ، خصوصاً مع وجود الضامن الذي هو الدستور والتوافق السياسي السابق بين جميع الأطراف المشاركة في الحكومة ، والذي هو عنصر أساسي مع القوى الكبيرة والراشدة .
هنا نطرح تساؤل أين التغيير في التشكيلة الوزارية للسيد العبادي والتي بانت معالمها اليوم ، مع بقاء نفس الوجوه او اغلبها والتي لم تجلب سوى ما نحن عليه اليوم من سقوط نصف العراق بيد الإرهاب ، وانتشار الفساد الذي أخذ ينخر موسسات الدولة العراقية .
كنا نتوقع من جولة المحادثات هذه ان نخرج بتوصيات تكون متسقة تماماً مع توصيات المرجعية الدينية والتي تصب في إيجاد تغيير جذري للعملية السياسية والتي تعرضت للضرر والانكسار في عهد المالكي والذي عرض البلاد إلى منزلقات خطيرة كان آخرها دخول داعش مدينة الموصل وصلاح الدين وديالى .
اغلب الوجوه التي كانت مشاركة في الخراب عادت إلى إدارة الدولة ، واغلب العقول التي كانت تخرب موجودة اليوم في الحكومة التيس يصوت عليها يوم غد الاثنين ، إذن أين التغيير ؟!!!
هل ما جرى هو صفقات بين أصحاب السعادة الملوك والأمراء ، ام أن الأمر كان مجرد لعبة بيد أناس على عدد الأصابع يضيع بينهم المخلص ليبقى البلد يعيش المتاجرة بالأرواح والمصالح والوطن .
أين ذهب النواب الذين انتخبهم الشعب ، هل فعلا تم انتخابهم ام ان كتلهم هي من اختارتهم وعبرت بهم عتبة البرلمان ، فهناك الكثير من النواب لم يحصلوا حتى على عشرون صوت فكيف أصبحوا نواباً؟!!
أين معايير اختيار الوزير ، وأين الشعارات والبرامج التي كانت دعايتهم الانتخابية ، وأين البرنامج الحكومي ، هل هذه الشعارات ذهبت بمجرد فاز فلان وفلان ؟!!
من المذنب هل الشعب الذي اختار ، ام سياسيونا الذين تعودوا على ان يكونوا هم في المقدمة في الحقوق ، وفي الآخر في الواجبات ؟!
هل ياترى ستعيش ونرى حكومة تعكس معاناة العراق وشعبه ، وهل ياترى سيكون هولاء السياسيون عراقيون فعلا ، أم أنهم واضحي الانتماء والولاء ؟
ياترى هل سيكون هناك مجال لعمل الخيرين والكفوئيين ، أم أنهم سيكونون أصوات لا تسمع ، هذا ما سنراه ونسمعه في السنوات التربع القادمة ؟!!
https://telegram.me/buratha