المقالات

ليلة سقوط جمهورية ... المالكي

1766 01:56:28 2014-09-09

ما الشعور الذي يمكن أن يُتخيل في ليلة مثل هذه الليلة ، ما الشعور الذي يمكن أن يحسه عراقي يشعر بأن هذه الليلة سيعيشها بلا دولة رئيس الوزراء المالكي ، نعم لقد أنزل الله الدين من السماء ، وطلب منا تطبيقه على الأرض ، وتطلب تطبيقه على الأرض دولة تقوم على هذا التطبيق .

وهذا هو الذي دعت إليه المرجعية الدينية لخروج المالكي من رئاسة الوزراء بعد فشله ، وهذا هو الذي جعل السياسيون يبيتون في حراك ويصبحون في حراك ، وهو الذي جعل التدخل الدولي والإقليمي يسهرون على هذه الدولة ، وكلما خبا نورها في شعلة انتقلت إلى شعلة أخرى .

وهكذا انتقلت من علاوي إلى الجعفري إلى المالكي إلى ألعبادي ، وهكذا ستستمر شعلة التداول السلمي للسلطة في العراق ،وهكذا يكون أخر مشاعل الديمقراطية بغداد ، ويكون أخر حامليها العراقيون . 

إحساس فريد يحسه ذلك كل عراقي ، فالديمقراطية ما زالت قائمة وستظل ، ولكن الدولة هذه الليلة ستتجدد ، ليعلم الجميع بزوال الديكتاتورية ، لن يخرج الصباح فيرفع علمها ، ولا يهتف لصنمها ، فأن خطرها قد زال ، والانقلابات العسكرية قد ولت ، وريح الديمقراطية قد بان ، ليؤمنوا بعد هذه الليلة .
تعلمون هذا الإحساس أتلمسه في ليلتي هذه .. إحساس أن توجد الروح ، ولا يوجد جسد تحل فيه ، إحساس أن يظل المعنى ، ويرفع الإطار الذي يحويه ، وإن لم يكن هناك أعظم من الديمقراطية مبدأ و تطبيقاً ، ولا أجل من دولة الديمقراطية جسدا وأطرا .. فإن هناك الكثير من المعاني التي تموت وتسقط بيننا كل ليلة ، لأنها لا تجد أجسادا نقية تحملها ، ولا أطرا واعية تحفظها .

الليلة تسقط في نفسي دولة الديكتاتورية .. نعم يتوارى الطغاة ، كل طاغية يجسد فيها هذا المعنى ردحا من الزمان .. يسقطون كلهم دفعة واحدة ،وترتفع روح الوطنية عنهم بضربة جناح واحد ، تحلق فوق رأسي ، يائسة من الهبوط قبل شهر من الزمن ، قد استنفرت الأيام كل ما لديها لإقامة هذه الحكومة ، قد تلمست كل السبل إلى تلك الحكومة ، وطرقت كل الأبواب إلى الأخرى ، وفي كل مرة تتقطع بي الحبال لم أكن أشعر هذا الشعور ، لأن الشعلة - شعلة الوطن - تنتقل في الصباح من يد هذه إلى يد الأخرى ، كما انتقلت شعلة الرئاسة تماما بتمام .

والليلة استبشرت من يد تحملها ، بكل واقعية استبشرت يدي من أن لا تتيه في يوم مفرح براية النصر المبين على الدواعش ، استبشرت من ذلك الصنم العنيد الذي تشبث بالكرسي بأنه رحل ، استبشرت بإعلان تشكيل الحكومة الجديدة ،فكان الاستيأس بعيداً عني .. وخيرا خطبت ... 
الآن .. والآن فقط ، يمكنني أن أنسى قليلا أمر هذه الحكومة أو تلك ، يمكنني أن أتمتع بالمعنى أكثر ، يمكنني أن أسرف في الأحلام أكثر وأكثر ، وأرفرف في عالمها أبعد وأرحب .
ورغم أنها مدة لن تتجاوز 30 يوم إلا أن هذا الخيار هو الخيار الوحيد والأمثل أمامي ، نعم هناك كم من الإنجازات لا يمكن أن تتحقق بدون حكومة قوية منسجمة ،وكان في قرارة نفسي أنه ما زالت لي حكومة قوية ، نسعى إلى إقامتها في الواقع ، ولكن الواقع أنني مع إقراري بالحالة الصعبة أمامها في هذا الميدان ، ستهزم الصعاب في كل الميادين ، ولن تجلب على فكرتي إلا النصر المبين.
في صباح الغد فقط وبعد هذه الليلة يمكنني أن أستقبل نبأ حصولي على الشكر ، لان الانتصار تحقق وزالت الهزيمة ، ولان الطائر الجميل حلق في ربوع بلدي .. يزغرد للتداول السلمي للسلطة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك