لطالما لفتت أنتباهي, كتب التاريخ القديم, فمن الممتع أن تقرا عن الحضارات, ونظمها المختلفة.. كيف أن الانسان قبل الاف السنين, أستطاع أن يثبت وجوده؟ ويسخر الاشياء المختلفة من حوله؟ ليبني من البساطة, حضارة.. حضارة باقية, ولكنها لا تتمدد, بخلاف دولة البغاء والفساد, القائمة على قتل وأغتصاب النفس المحترمة. لقد تنعمت العوالم وأهلها بالعلم والمنجزات لهذه الحضارات, وبنت عليها وإمبراطوريات, حكم بعضها عدلا, وبعضها طغت, ونشرت اثما..
ومن اكثر الحضارات الباقية, تأثيراً بالنفس, حضارة وادي الرافدين, هي عنوان خالد للأصالة, تجد أثارها في أبعد البلدان, فقد عبرت سفن القصب العراقية, لأمريكا, وتبادل السومريين الشروكين(سكان المحافظات الجنوبية اليوم) البضائع مع بناة حضارة الآنكا(أقدم حضارة في قارة امريكا). وكذلك فعل الآشوريين, من طريق أهتمامهم بالتعليم والتدوين, لقد نشروا المعتقدات العراقية في كل أرجاء العالم. ولربما أصاب بعضهم لذلك الحقد, فنجدهم كالصوص يتحيزون الصدفة, ويتصيدون الفرص, لينهبوا ويخربوا.. وبخلاف هذا السبب, لا يمكن أن نبرر سبب هذا التكالب, ومحاولات التنكيل بالعراقيين, على مر العصور إلى الظهور..
فمن غزو وتخريب, لداعش تستمر الهجمات, ويتوالد الغزاة, لطمس الهوية, وسرقة فضل الانجاز, بحملات يائسة لتغيير التاريخ, والتلاعب بالديمغرافية السكانية.. تجنيس وتوليد نكاح, تهجير وتجنيس, ذبح وخطف, سلب وأنتزاع حقوق, سراق حضارة للدولة مدعين. اليوم السومريين والاشوريين, يتعرضون لحملة أبادة, وضرب تحت الحزام بحجة حقوق الانسان, كأن الضحية مسؤول عن أراقة دمه, وكأن المجرم السفاح, إنسان مهمش, يفرغ شحنات سلبية كبتها سابقا! تهريج, وتقسيم, أرضنا للأجانب ملعب, وللإرهاب مصنع بحقد تاريخي وطائفي. توافقات, على أساس عدم التكافؤ, بدوافع إشباع الرغبات المنحرفة, والتلذذ بسادية القتلة.
لا أعرف من في صالحه أن ينقرض البلد؟ تحقيقا للتوازن, ومتى كان التوازن, على أساس الغالبية المذهبية ضمن الاقاليم المجاورة, مباحا لإبادة حضارة؟ ربما فعلها سابقاً الاوربيين بُوفودهم غزاة على قارتي أمريكا, وأستراليا, ولكن هل من الممكن اليوم أن يفعلها الدواعش بنا اليوم, وأن يسمح لهم بترشيح وزيراً منهم للدفاع أو الداخلية يساندهم؟ هل الحكومة اليوم لأنها توافقية, معتدلة (حبابة) مجبرة على قبول أي شخص لهكذا مناصب سيادية؟ لا أعلم لماذا لم يسمح لبدر المجاهدة, أن ترشح وزيرا؟ ويسمح لشلة منافقة أن تفعل؟ هل هانوا السومريين على أنفسهم لهذه الدرجة؟ أم خافوا مع كل هذا الحشد الشعبي, وهذه الانتصارات, أن يضيعوا كما ضاعت آثار أشور في الموصل؟ فليتذكروا أنهم والعراق, ما كانوا ليكونوا, لو رضخوا يوما للغزاة والمعتدين.
https://telegram.me/buratha