دأبت أمريكا على نهجها، مع دول العالم بصناعة عدوا، لكل دولة أو أي نظام ليتسنى، لها التدخل في شؤونه . مع عملها على أن لا تتمكن، تلك الدول من حماية نفسها، وتضعفها لكي تتدخل، بين فترة وأخرى في شؤونها، قامت بذلك فعلياً في سوريا، مع حلفائها من دول الخليج، ولكنها لم تستطع الحصول على مأربها.
الموقف الروسي والصيني، وكذلك الموقف الإيراني، كان بمثابة حائط الصد الذي منع الولايات المتحدة من المضي في تنفيذ مشروعها في سورية.
بعد فشل السيناريو الإرهاب في سوريا، توجهت العصابات الإرهابية إلى العراق، سقطت تحت سيطرت داعش، عدة محافظات منها، الموصل وصلاح الدين وديالى . ارتكبت أبشع ما دُربت عليه، من إرهاب وقتل وتنكيل. فتوى (الجهاد الواجب الكفائي)، التي أطلقها سماحة السيد علي السيستاني، أفشلت كل الرهانات والصفقات السياسية، وحسابات قوى الاستكبار العالمي. لأمريكا أسلوب حين تريد القيام بمشروع، ليكون هناك تأجيج للمجتمع الدولي، وتهويل إعلامي مسبق وذريعة لأمريكا.
قبل أيام قامت داعش، بقتل مواطن أسير عندهم بريطاني، على طريقتهم(ذبحاً)، ومن قبل ذبحت أحد الصحفيين الأمريكان، هذا ديدنهم وأفعالهم للتدخل في شؤون الشعوب، ليكون هناك إستعداد للرأي العالمي، وتكون ذريعة لأمريكا، للقيام بالتدخل العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتحديد العراق وسوريا. إن مشروع التحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا، ضد داعش مشروع مريب، ويكتنفه الغموض، وذلك للإختلاف في تعريف الإرهاب، وعدم الاتفاق على معنى الإرهاب .
إذ إن التدخل الأمريكي، سيطال الأراضي السورية، بحجة مطاردة داعش والإرهاب، هذا سيعطي التحالف غطاء لضرب سوريا . بعد بدء العمليات العسكرية، في العراق سينسحب داعش والإرهاب، تلقائيا هارباً إلى الأراضي السورية . هذا ما خُطط له مسبقاً، فقبل ذهاب قوات، التحالف إلى سوريا ستقوم بتسليح الأكراد، بذريعة حماية أنفسهم، ولترسيخ كيانهم، السياسي والعسكري . ستفعل ذلك مع العرب السنة، في العراق، وتقوم بتسليحهم، بأسلحة متطورة، لتكون لهم قوة عسكرية، خارج سيطرة بغداد .
سيكون للسنة كياناً، سياسياً وعسكرياً، مستقل ولو نسبياً، لتبقى منطقة وسط وجنوب، العراق تحت سيطرة الحكومة، في بغداد . مع ما لهذا التقسيم، من تبعات وتداعيات سياسية، على العراق بشكل خاص، وعلى المنطقة بشكل عام، لفرض الأمر الواقع، الذي يرفضه معظم الساسة العراقيين. التقسيم . الذي تعمل عليه أمريكا، لرسم خارطة لشرق أوسط جديد، من دويلات صغيرة، غير مستقرة، متصارعة فيما بينها . بعد فراغ أمريكا والتحالف، من العراق تنطلق إلى سوريا، (حيث صرح أخيرا ممثل الأمم المتحدة بعدم الرجوع لاتخاذ أي قرار دولي لضرب الإرهاب)، سيقوم التحالف بالتدخل في سوريا لضرب القوات السورية، مرة بحجة الإرهاب، وأخرى لحماية الشعب السوري، لتقوم بتغيير النظام في سوريا . بعدها يتم التوجه للبنان، الذي يمثل شوكة في عيونهم، وعين الكيان الصهيوني، لينال حظه من التدخل والتقسيم، الذي تعمل على رسمه السياسة، الأمريكية ليدوم لعدت سنوات، تتخلله حروب داخلية، طاحنة بين مكونات التقسيم . ليذهب بشعوب المنطقة، كلها حتى يصبح أمر واقعا، يسلم به الجميع. في مقابل ذلك التحالف، سيكون هناك محور آخر، للدول التي ترفض، التدخل العسكري في المنطقة، قد يتكون من، روسيا، والصين، وإيران، وغيرهم، لكن لأي مدى تستطع، هذه الدول الوقوف بوجه، مخططات أمريكا، وحلفائها في أوربا والخليج؟ .
https://telegram.me/buratha