المقالات

لماذا دشاديش أهل الخليج ناصعة البياض!..

2915 2014-09-21

قاسم العجرش
    صحيح أن الحكومة الحالية؛ ليست مسؤولة عن أخطاء الحكومة السابقة، لكن من المؤكد أنها مسؤولة عن معالجة تلك الأخطاء، ناهيك عن بديهية عدم السير على منهاجها وسياسياتها.
    من بين أكثر مخلفات الحكومة السابقة أثرا على المواطن، هو الفساد الكبير، المتمثل بإنفاق الحكومة أموالا ضخمة، دون أن تحدث تلك الأموال تغيرا محسوسا في حياة المواطن.
    في قضية الخدمات والفساد ثمة ما هو جدير بالتمعن، وهي أن دول الخليج تقع في مقدمة بلدان العالم، في قوائم الفساد، لأن الرقابة على العوائد المالية الهائلة، والمتأتية من تصدير البترول شبه معدومة لسببين؛ ألأول أنها ضخمة جدا بحيث يتعذر إحصاؤها، والثاني أنها تدار مباشرة؛ من قبل الأسر الحاكمة هناك، حيث تعتبر ما تحت يدها من أموال ملكا لها، وثمة تقديرات تفيد بأن ما لا يقل عن ثلث إيرادات البترول، تذهب الى تلك الأسر، وهذا يفسر سرية المتحصل من العوائد النفطية في دول الخليج!.
    بيد أن شعوب دول الخليج والجزيرة العربية، تحظى بخدمات ممتازة، فالصحة والتعليم والسكن والنقل والبنى التحتية، متقدمة حتى على المستوى العالمي.
هذا الوضع التناقضي، بين الفساد الكبير، وجودة الخدمات المقدمة من الدول للمواطنين هناك، خلق حالة لدى المواطنين، يبدون فيها وكأنهم غير معنيين بالفساد الكبير، ماداموا قد ضمنوا حياة مرفهة، بل وكأن ثمة إتفاق غير مكتوب بين المواطنين والدولة، مؤداه أن على الدولة أن تقدم أفضل الخدمات، وأكثرها رفاهية للمواطنين، مقابل أن تضمن الدولة الأسرية ولاء المواطنين، وعدم إلتفاتهم أو إعتراضهم على الفساد..
    لقد خدرت دول الخليج شعوبها بالخدمات الفائقة الجودة، وبالرفاهية الفاشية، والتي تبدو بأبهى صورها، على دشاديشهم الناصعة البياض! 
    الفساد الخليجي مسكوت عنه، مع أنه معروف لكل أبناء الشعب، لأن الدولة قائمة بواجباتها على أفضل ما يكون، تجاه الفرد والمجتمع..
    صحيح أن الفساد في الخليج لا يمكن أن يدوم الى الأبد، لكن الأصح أن حسن أداء الدولة؛ يعمي عيون المعترضين عنه، ويلقم أفواههم عسلا! 
    حكومة العبادي التي خرجت من رحم العملية السياسية ذاتها، التي أنتجت الحكومة التي سبقتها، لا نتوقع منها أن تكون حكومة أنبياء، ومادامت قدمت نفسها يوم نالت الثقة، ببرنامج طموح، مدعوة لأن تسكتنا عن ما سيحصل من فساد، بخدمات لا نريدها أن تبلغ حد الرفاهية، بل على الأقل حد الكرامة الإنسانية! 
كلام قبل السلام: تبا لك يا نفسي! فما أعرفه كبير، ولو قلته كله لقوض ما أريد!
سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك