المقالات

لماذا دشاديش أهل الخليج ناصعة البياض!..

2737 07:54:22 2014-09-21

قاسم العجرش
    صحيح أن الحكومة الحالية؛ ليست مسؤولة عن أخطاء الحكومة السابقة، لكن من المؤكد أنها مسؤولة عن معالجة تلك الأخطاء، ناهيك عن بديهية عدم السير على منهاجها وسياسياتها.
    من بين أكثر مخلفات الحكومة السابقة أثرا على المواطن، هو الفساد الكبير، المتمثل بإنفاق الحكومة أموالا ضخمة، دون أن تحدث تلك الأموال تغيرا محسوسا في حياة المواطن.
    في قضية الخدمات والفساد ثمة ما هو جدير بالتمعن، وهي أن دول الخليج تقع في مقدمة بلدان العالم، في قوائم الفساد، لأن الرقابة على العوائد المالية الهائلة، والمتأتية من تصدير البترول شبه معدومة لسببين؛ ألأول أنها ضخمة جدا بحيث يتعذر إحصاؤها، والثاني أنها تدار مباشرة؛ من قبل الأسر الحاكمة هناك، حيث تعتبر ما تحت يدها من أموال ملكا لها، وثمة تقديرات تفيد بأن ما لا يقل عن ثلث إيرادات البترول، تذهب الى تلك الأسر، وهذا يفسر سرية المتحصل من العوائد النفطية في دول الخليج!.
    بيد أن شعوب دول الخليج والجزيرة العربية، تحظى بخدمات ممتازة، فالصحة والتعليم والسكن والنقل والبنى التحتية، متقدمة حتى على المستوى العالمي.
هذا الوضع التناقضي، بين الفساد الكبير، وجودة الخدمات المقدمة من الدول للمواطنين هناك، خلق حالة لدى المواطنين، يبدون فيها وكأنهم غير معنيين بالفساد الكبير، ماداموا قد ضمنوا حياة مرفهة، بل وكأن ثمة إتفاق غير مكتوب بين المواطنين والدولة، مؤداه أن على الدولة أن تقدم أفضل الخدمات، وأكثرها رفاهية للمواطنين، مقابل أن تضمن الدولة الأسرية ولاء المواطنين، وعدم إلتفاتهم أو إعتراضهم على الفساد..
    لقد خدرت دول الخليج شعوبها بالخدمات الفائقة الجودة، وبالرفاهية الفاشية، والتي تبدو بأبهى صورها، على دشاديشهم الناصعة البياض! 
    الفساد الخليجي مسكوت عنه، مع أنه معروف لكل أبناء الشعب، لأن الدولة قائمة بواجباتها على أفضل ما يكون، تجاه الفرد والمجتمع..
    صحيح أن الفساد في الخليج لا يمكن أن يدوم الى الأبد، لكن الأصح أن حسن أداء الدولة؛ يعمي عيون المعترضين عنه، ويلقم أفواههم عسلا! 
    حكومة العبادي التي خرجت من رحم العملية السياسية ذاتها، التي أنتجت الحكومة التي سبقتها، لا نتوقع منها أن تكون حكومة أنبياء، ومادامت قدمت نفسها يوم نالت الثقة، ببرنامج طموح، مدعوة لأن تسكتنا عن ما سيحصل من فساد، بخدمات لا نريدها أن تبلغ حد الرفاهية، بل على الأقل حد الكرامة الإنسانية! 
كلام قبل السلام: تبا لك يا نفسي! فما أعرفه كبير، ولو قلته كله لقوض ما أريد!
سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك