عاش العراقيون بعد 2003 فترة من الفساد الاداري, والتبعية السياسية, أمر أفرز معه ظهور طبقات مهيمنة على مقدرات البلد المختلفة..
هذه الشرذمة المنظمة حكوميا, أصبحت مع ضياع الرقابة, فئة ضالة تقتات على فاسد المشاريع, وريع العمولات, التي باتت مشكلة كل صفقاتنا مع الآخرين..
نعم فالعمولة كبيرة جدا, توحي للمتعاقدين باللصوصية, وأهمية التلاعب, لتحقيق وارد يتوازن مع مقدار ما أنفقوه من عمولات ضخمة, للفوز بهذه العقود..
المؤلم أن ما يقدم للاستثمار, مشاريع ثانوية او تكميله, كالأرصفة, أو بناء حدائق, وملاعب وهمية, لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع, لتعارض أنشاها مع مشاريع اخرى كعائدية الارض, أو النقل, والمياه الثقيلة, وغيرها من الامور اللوجستية.
كما أن التبعية السياسية, فرضت علينا سياسة الرجل الواحد, والتخبط من أجل البقاء بالمنصب, فجُيشت وسائل الإعلام بأقلام مأجورة, همها كسب الأموال, من طريق تمجيد لا نظام النظام, وتسقيط كل وطني, يمكن أن يشكل خطر على مصالح الحاكم بسم نفسه.
أصبح الجالس على الكرسي دمية ماريونيت, تحرك خيطانها بيد خارجية, ولا تخرجها من الكرسي.
فلم يتجرأ الريس أن يعين وزيرا للدفاع, أو الداخلية, أو يزور مدينة عانت ظلم وأضطهاد, ولم يهمه أن أصبح العراق مقسم طائفيا, مغلق على نفسه, بدون علاقات خارجية, طالما أن الكرسي يجلس عليه هو بلا منازع..
خلال ثمان سنوات خسر العراق, كل مقبولية إقليمية ودولية, كما خسر أمواله بالمشاريع الوهمية.
تخلخل التوازن في ظل عجز أمني, وغياب للتوافقات السياسية, ضاعت الأهمية النسبية, فما عادت الميزانيات الضخمة ألانفجارية تفيد, والمواطن العراقي غير أمنه يريد!..
العراق غابة كلها دماء, أسودها غجر يرقصون على أجسادنا التي من عمق الالام, وقلة الآمال, أمست أشلاء مبعثرة لأناس تعبة خاوية, بذهنية مشوشة متهالكة.
مؤامرة كبيرة حاكوها ضدنا, بشيطنة الطماعين, وطمع الشياطين.
اليوم أعُلنت النكبة بالعراقيين, لاسيما بعد دخول داعش السهل العجيب لأراضي العراق غازياً؛ وتصيدهم الآدميين للمتعة, وأشباع رغباتهم السادية المنحرفة..
فلم يحدث من قبل في أي بلد أن يذبح ما يزيد عن عشرة ألاف أنسان بدم بارد, بثلاث أسابيع, ألا بقنبلتي أمريكا على اليابان, وأن كنا لا نستبعد يد أمريكا اللاعب الأساس بهذه الجريمة..
لقد أقتحمنا الطاعون الداعشي, المصنوع في مختبرات أمريكا البيولوجية, وباء لا مصل له, ألا عند أمريكا التي هيئت الارضية الخصبة له, فدعمت القتلة الذباحين, وأشعلت الطائفية, في بلد متعايش منذ أقدم العصور.
مسلسل ليس بالتركي المعقد, ولا الهندي المبالغ فيه, أنها جريمة واضحة الأركان, الجُنات فيها أحرار, والمجني عليهم بيوتهم لهم زنازين بأسوار!
اليوم العراقيون من خطر الابادة الممنهج ينزحون, والعالم كله (بعين صغيرة)عليهم يتفرجون..
https://telegram.me/buratha