كرَّرتُ، قبل قليل، على قناة (النّيل للأخبار) الفضائية عبر الهاتف، ما كنتُ قد قلتُه بشأن الحرب على الارهاب في العراق، وهو انّ الغارات الجوية التي يشنها الحلفاء وحدها لا تكفي، اذ لابدّ من الإسراع في تنفيذ وعود تسليح القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي وما بات يعرف بالحرس الوطني في كل مناطق العراق، خاصة التي استولى عليها الارهابيّون في الآونة الاخيرة.
ان القصف الجوّي يدمّر قدرات الارهابيين وقد يشلّ حركتهم، الا انه لا يهزمهم، امّا الذي يُمسك بالأرض المغتصبة ويعيد هيبة الدولة فهي القوات المسلّحة العراقية التي تساعدها قوات الحشد الشعبي التي اثبتت انها قادرة على ذلك لما تمتلك من زخم معنوي وروحية قتالية عالية تستمدّها من فتوى الجهاد الكفائي التي كانت قد اصدرتها المرجعية الدينية العليا.
ينبغي على الولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها الغربيّات ان تتذكّر دائما بأنّ الوقت ليس لصالحها ولا لصالح العراق الذي يقاتل من اجل القضاء على الارهاب، بل العكس هو الصحيح، فالوقت لصالح الارهابيّين اذا ما مرّ طويلا، لانّهم قادرون على استيعاب الضربات الجوية وامتصاص زخمها بمرور الزمن، كما انهم قادرون على تجنيد دواب كثيرة بدلا عن الدواب التي تُقتل في الغارات الجوية، ولذلك فان اعادة تنظيم وتسليح القوات المسلحة العراقية وكذلك اعادة هيكلتها وإعادة النظر بالخطط الأمنية والعسكرية والاستخباراتية بما ينسجم ومتطلبات الواقع الجديد للحرب على الارهاب، ان كل ذلك كفيل بان يسلب من الارهابيين القدرة على اعادة صفوفهم وخططهم وكذلك يسلب منهم القدرة على امتصاص الضربات الجوية بأيّ شكلٍ من الأشكال.
https://telegram.me/buratha