لم تتوان آلة القتل, عن التوقف ليوم واحد, على مدى ثمان سنوات, فكل يومٍ دامي يتبعه آخر أكثر دموية, حتى أصبح حفر القبور المهنة الأكثر رواجاً, في بلاد ٍ لم يفارقها الموت, الذي أختار أن يكون, عراقي الهوية ,وقرر الإقامة بشكل دائم على أرض الرافدين, بينما يحل ضيفاً بين الفينة, والأخرى في بقية دول العالم.
أضافة ليوميات الموت, وأزدحام السرادق في الأزقة, فهناك قائمة طويلة, تعكر صفو عيش المواطن العراقي, بل وتحيلها ألى جحيم, بداية من نقص الخدمات, مروراً بالفساد المالي والإداري, ناهيك عن الفقر المدقع, وتسلط السفهاء, المتحكمين بالبلاد والعباد, ممن سلموا البلاد على, طبق من ذهب الى الدواعش, غير آبهين, أو حتى آسفين على ذلك, لتكون مجزرة سبايكر, مسك ختام أفعالهم, التي يلوذ منها العار بالعار, ويشعر منها الندم بالندم, والأسف بالأسف, ويتقطع منها الألم ألماً وحسرة.
بعد هذا كله, ما زال سرب الغربان, ينعق على كل خطوة, تتخذها الحكومة الجديدة, وكأنهم كورس أنشاد ,بعثي آخر بثياب مختلفة, ومسميات أخرى, إلا أن بكائهم على أطلال السلطة, لا يختلف كثيراً عن بكاء, من سبقهم وحكم البلاد, بالحديد والنار لمدة 35 عاماً, وأنتهى ألى ما أنتهى اليه.
أحداث منطقتي (الصقلاوية), وإستشهاد ما يقارب 300, من أبناء الجيش العراقي, في تلك المنطقة, ومحاصرة قطعات الجيش, في منطقة (السجر), رغم أن تلك المجازر لا تقل بشاعة, عن مجزرة سبايكر, فالدم العراقي واحد, ألا أن بعض النواب والنائبات, من كتل ترغب الأصطياد, في الماء العكر, أستغلوا تلك الأحداث, وسلطوا عليها الضوء, بينما غضوا الطرف عن مجزرة سبايكر! وكأن من قتل في تلك القاعدة ليسوا عراقيين, بل بدأوا بالنواح كنائحة, مستأجرة لا تحرص على الفقيد, بل على الأجرة التي تتقاضاها, ولم يسألوا أنفسهم عن النوائح الثكلى, في عموم العراق, من أمهات الشهداء , الذين سقطوا بسبب الأنفلات, الأمني لمدة ثمان سنوات تارة, وبسبب الخيانة ,والتآمر تارة أخرى, حين سلم أزلامهم الموصل, بكل وقاحةٍ لتنظيم داعش.
بدل البكاء بدموع التماسيح, والتمثيل بوجوه, ملونة كالمهرجين, على مسارح السياسة, الأفضل, أن تحاسبوا أنفسكم أولاً , فالموصل سقطت, في عهد دعاة الفضيلة والوطنية, والحكومة الجديدة, أستلمت السلطة بأعبائها وأثقالها وتبعاتها, وهي تعمل بالممكن, من أجل حمل التركة الثقيلة, التي خلفها أرباب الفشل, وحتى الممكن لم يعد متاحاً في ظل ,وجود خفافيش الظلام, وبعض من يلعب من وراء الستار, ممن يجب أن تعمل الحكومة الحالية, على إقتلاعهم من الجذور.
قبيحة تلك السياسية المشوهة, الممزوجة بطعم الدم, التي يركض وراءها اللاهثين بحثاً عن الكراسي, التي لها سطوة على ضعاف النفوس, ممن يجلسون عليها لدرجة أنها, تحول الساسة الى مسوخ, تتصارع فيما بينها, لتحظى بنصيب من الفريسة, أيها المتباكين على الكراسي, أتركوا البكاء للثكالى, المفجوعات حقاً, فغايات نواحكم معروفة, إذ أن لفراق الكرسي حسرة, في قلوب الباكين على المناصب طعماً, ممن لم يرقبوا في الدم العراقي إلاً و لا ذمة, ويبقى الفرق شاسعا, بين نائحة ثكلى وأخرى مستأجرة.
https://telegram.me/buratha