لا ألوم الرئيس الصيني" شي جين بينغ" بتشكيله" جيش الخمسون سنتاً" الإلكتروني، لِمجابهة سلاح العولمة الفتاك في عصر التكنولوجيا، إذ تقتصر مهمته على نشر المقالات، والتغريدات في مواقع التواصل الإجتماعي، المناصرة والداعمة لحكومة الصين الشعبية، كما يقوم هذا الجيش بِمراقبة صفحات" الويب ومواقع التواصل الأخرى" بشكلٍ يومي، لمواجهة الهجمات التي يشنها معارضي حكومتهم، أو دول تحاول الإطاحة بها؛ أذ تكون حُصة المقال الواحد أو التغريدة خمسون سنتاً.
كثيرٌ من المراقبين ما يؤيد فكرة" شي جين بينغ" هذه؛ ألا إنها متناقضة، لما يحدث على الساحة الإلتكرونية في العراق، وحروب التسقيط، والشد والجذب، والمهاترات(فلان هيج.. وعلان هيج) والصراع من أجل البقاء على كرسي الحلاق!
يأتِ التناقض؛ إن" جيش الخمسون سنتاً" قد تكون مهمته وطنية عندما يواجه خطر خارجي يهدد حدود الصين، أو داخلي يزعزع أمنها وإستقرارها، بينما يقوم جيش المتشبثين بالسلطة، بتحريف الحقيقية، وتشوية، وجه المنافس الآخر أمام جمهوره، وإستخدام أساليب التجريح بأبشع أنواعها.
لا ضير في تأسيس جيش إلكتروني، يكون حارساً أميناً على حكومته؛ ما دامت الأخيرة، ناجحة في إدارة السلطة، وتصنع الأمن والإستقرار لشعبها، ومُستعدة لمواجهة الكوارث، بأقل خسائر ممكنة، ولو كانت حكومتنا السابقة ناجحة بهذه المفاصل؛ لكنت أول المناصرين، والمدافعين عنها، عبر مواقع التواصل الإجتماعي دون راتبٍ شهري مقابل النُصرة الإلكترونية التي أقوم بها!
لو كانت حكومتنا السابقة؛ أعطت إهتماماً بتشكيل جيش لا تهزه الكوارث، تحت راية قادة عسكريين وطنيين، ليس من شيمهم الخيانة! بقدر إهتمامها بجيشها الإلكتروني الذي لا يعرف سوى صناعة الأكاذيب، وإبتداع صورة التسقيط الجارحة؛ لما وصلت النتيجة إلى ما نحن عليه من مجازر، ونزوح، وإنكسارات، وسقوط مدن وقرى تحت وطأت داعش، لكن( الحجي) إهتم بالجيش الإلتكروني لشنِ هجمات التسقيط على المنددين بالتغيير من منافسيه، وخذل جيشنا الباسل، بِزج القادة الخونة لقيادته.
سيلاً من الشائعات والأراجيف واجهها رموز تيار شهيد المحراب، الذين كانوا هم عرابو التغيير؛ ومن خلال الإستطلاع الإكتروني، كانوا أكثر عرضة لموجات التقسقيط الحكومية، لكن التغيير حدث، وسطعت حقيقة حية في سماء البلد" أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه" فلم ينفع الجيش الإلكتروني، وأعلن هزيمته في مواجهة إرادة التغيير، وكلمة المرجعية التي رسمت تلك الإرادة.
كلما نشر عرابو التغيير غسيل الحكومة السابقة؛ رجمو من قبل جيشها الإلكتروني، وكانت مهمتهم صعبة في رسم معالم التغيير، في ظل غارات التسقيط التي يتعرضون لها بين الفينة والأخرى، من قبل جيش الخمس وعشرون ألف!
التيار الذي يكون له ثقلاً في السلطة، لا بد أن يكون له جيشٌ إلكتروني؛ على غرار ما قام به الرئيس الصيني، لكن هناك معايير وأسس تتبع في قيادة هذا النوع من الجيوش، في أن يقف وقفة المدافع الصلب عن قضيته، ومشروعه في بناء الدولة، ولا يشن غاراته الإعلامية الكاذبة على منافسيه، بغية التشبث بالسلطة، كما فعل" رنكَو" طيلة الثمان سنوات..!
https://telegram.me/buratha