لقد كان السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي واضحاً وصريحاً وشجاعاً عندما اعلن، في حواره الخاص مع قناة (بي بي سي) الفضائية، رفض العراق القاطع دخول أية قوات برية، خاصة عربيّة، في الحرب على الاٍرهاب، فالعراق ليس بحاجة الى رجال تقاتل لتحرير ارضها من الارهابيين، ففي الحشد الشعبي والصحوات الى جانب القوات المسلحة العراقية ما يكفي كقوة بريّة قادرة على تطهير ارض الرافدين من دنس الارهابيين الغرباء الذين تحالف معهم ايتام الطاغية الذليل صدام حسين الذين باعوا العراق لحثالات الجماعات الدينية المتشددة والمتطرفة والتكفيرية المتخلفة، التي تجمّعت كالجراثيم من كلّ حدب وصوب.
ان العراق بحاجة الى التسليح الفوري فقط، وهذا ما ينتظره العراقيون من اصدقائهم في المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأميركية التي تربطها معه اتفاقية إطار استراتيجي نتمنى ان يعمل الطرفان على تفعيلها وإنجازها، كما وعد السيد رئيس مجلس الوزراء والرئيس اوباما في مؤتمرهما الصحفي المشترك على هامش اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك الاسبوع الفائت.
ان رفض الدكتور العبادي لوجود أية قوات برية غير عراقية بحاجة الى رفض آخر، حاسم وواضح وقوي، بشأن فقرة في القرار المُزمع اتّخاذه في مجلس الوزراء والخاص بتشكيل قوات الحرس الوطني في المحافظات العراقية لتتولى مهمة الدفاع عنها بوجه أية مخاطر محتملة.
انهم يريدون نصاً قانونياً يتحدّث عن تقاسم قوات الحرس الوطني في العاصمة بغداد على أساس طائفي بحت، على قاعدة (ففتي ففتي) اي (50 %) شيعة و (50 %) سنة، وهذا أمرٌ خطير ينبغي ان لا يُمرّر في مجلس الوزراء ابداً، وانّ على العراقيين جميعا ان يتحمّلوا مسؤوليتهم الوطنية في التصدي لمحاولات تمرير مثل هذه الفقرة الخطيرة والجائرة في القرار، ومساعدة السيد رئيس مجلس الوزراء للوقوف بوجهها وعدم تمريرها باي شكل من الأشكال.
ان بغداد عاصمة العراق، فهي لا تحتاج الى قوات حرس وطني، اذ لا ينبغي ان تشملها قوانين المحافظات والأقاليم.
انه قرار يوطّئ لتقسيم العاصمة واثارة الفتن الطائفية واضعاف هيبتها، وهذا ما يجب ان يرفضه العراقيون جملة وتفصيلا.
https://telegram.me/buratha