ليس في تحريض الموقع الرّسمي لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد السّعوديّة (الاسلام) على الكراهية والعنف والارهاب أيّة غرابة، وهو لا يتناقض مع السياسة الحالية المعلنة التي يتّبعها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية إزاء ما يسمّيه بالحرب على الاٍرهاب، فالموقع يعبّر عن الاستراتيجية الثّابتة لنظام القبيلة كونه المنبع الأساسي والرئيسي للارهاب، فيما تُعتبر السياسة المعلنة محاولة من نظام القبيلة لذرّ الرماد في العيون وخداع المغفّلين.
وأضفت قبل قليل في حديث مع الاعلامي العراقي المعروف الزميل جهاد العيدان؛
ان نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية لم يتوقّف يوماً عن التحريض على الاٍرهاب وبكل الوسائل والطرق والأدوات، وعلى رأسها (الفتوى الدينية) وذلك لسببين:
الاول: لانّه اعتمد في التاسيس على منهجية (الدم والتدمير) التي كانت الأساس للتحالف مع الحزب الوهابي، وهو ما كان لينجح في بسط نفوذه في الجزيرة العربية لولا انّه اعتمد هذه المنهجيّة التي اريقت بسببها الدماء الغزيرة وأُزهقت بسببها الأرواح البريئة ودُمّرت البلدان، بسبب الغارات التي ظل يشنها تحالف (آل سعود - الحزب الوهابي) ضد القبائل الاخرى، لتنتشر هذه المنهجيّة كمرحلة ثانية من الجزيرة العربية الى كل العالم العربي والإسلامي، الذي يواجه اليوم اخطر موجة ارهاب باسم الدين والدين منه براء.
الثاني: اعتماده منظومة تعليمّية قائمة على نشر ثقافة الكراهية والطائفية والحقد وكذلك ثقافة احتكار الحقيقة التي تكفّر كل من لا ينسجم مع معتقداته، الامر الذي حرّضت عليه فتاوى التكفير والاعلام الطائفي الذي ظلّ يغطي نشاطات المدارس والمعاهد التعليمية التي تعتمد هذه المنهجية التعليميّة، ليس في الجزيرة العربية فحسب وانما في كل العالم.
انّ التكفير منهجيّة ثابتة في استراتيجية نظام القبيلة، ولعل في الفتوى الاخيرة لكبير فقهاء البلاط الذي أجاز قتال الإرهابيين اذا حاربوا (المسلمين) دليل واضح على تكفيره الشعبين العراقي والسوري اللذان يرتكب ضدهما الارهابيون ابشع الجرائم، فهو لم يعتبر نشاط الإرهابيين في العراق والشام حرب ضد (المسلمين) ولذلك فانّ فتواه لا تشملهم!.
ان احتضان الاٍرهاب ورعايته وتمكينه سياسة ثابتة عند نظام القبيلة، واذا صادف ان اضطرّتهُ الظروف الأمنية والسياسية للإعلان عن مواجهة الاٍرهاب والالتحاق بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، فهذا لا يعني بأيّ شكلٍ من الأشكال انه غيّر استراتيجياته او بدّل منهجيته أبداً، وانما هي انحناءة امام العواصف التي تهب ضده ببن الفترة والأخرى، والتي يهدّئها بالرشاوى الضخمة التي يدفعها من أموال البترودولار.
ان نظام القبيلة والارهاب صنوان لا ينفصلان وهما خطّان متطابقان لا يفترقان أبداً، وفي تجربة القرون الثلاثة الماضية خيرُ دليلٍ على هذه الحقيقة، ولذلك فانّ من يتصور او يحاول ان يتخيّل بأنّهُ سيغيّر أو يبدّل هذه الاستراتيجية وهذه المنهجية فانه واهم، لان (شرعيته) قائمة على الثنائي (الدم والتدمير) فكيف يمكن ان نتصوّر بأنه سيطعن في يوم من الايام بشرعيّته فيغيّر استراتيجيّاته ويبدّل منهجيّاته؟.
https://telegram.me/buratha