المقالات

عِلَل مشروع قانون الحرس الوطني

1489 00:00:53 2014-10-18


ادناه، نص المشاركة في التحقيق الصحفي الذي أجراه الزميل عدنان ابو زيد لصالح شبكة الاعلام العراقي بشأن مشروع قانون تشكيل قوات الحرس الوطني في المحافظات:

لقد جاءت فكرة مشروع قانون تأسيس قوات الحرس الوطني في المحافظات العراقية لسببين:

الاول؛ هو فشل الدولة العراقية في تاسيس قوات الشرطة المهنيّة القادرة على التصدي للمشاكل والتحديات الأمنية التي مر بها العراق منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام ولحد الان.

الثاني: فشل الدولة في سحب الجيش والقوات المسحلة من المدن وحصر مهمتها في الدفاع عن حدود العراق وسيادته من اي اعتداء خارجي، كما نصّ الدستور على ذلك، وذلك كنتيجة للسبب الاول.

لقد تأسّست المنظومة الأمنية بُعيد سقوط الصنم على أساس المحاصصة، وللاسف الشديد، ما تسبّب بفشل بنائها على أساس وطني ومهني فوق الانتماءات الاخرى. ولذلك، ظلّت قوّات معيّنة يتم نقلها كل يوم من مدينة لأخرى ومن جبهة لأخرى، في مواجهة التحدّيات الأمنيّة، ما أثار الكثير من تحفّظات العراقيين، فالى متى يظل أبناء الجنوب، مثلا، يضحّون من أجل الدفاع عن أبناء المناطق الغربيّة او المحافظات الشمالية؟ لماذا لا يدافع أبناء كل محافظة عن انفسهم ومدنهم؟.

ولقد جاء تمدّد الإرهابيّين على مساحات واسعة شملَ مدناً بأكملها، ليكشف عن هذه الحقائق المرّة التي فضحت الكثير من الواقع المرّ الذي حاول كثيرون التستّر عليها بالعنتريّات والشعارات الفارغة، واذا بمحافظات مثل نينوى والانبار التي ظلّت تهتف ضد القوات المسلحة، والتعريض بانتمائها وولائها، تقف عاجزة عن التصدي لعصابات ممسوخة تجمعت كالجراثيم من مختلف دول العالم لتقاتل ابناءها وتعتدي على أعراضها وتغتصب الارض والعرض.

انّ فكرة بناء قوات الحرس الوطني من أبناء كل محافظة للدفاع عنها ضد الارهاب، خيارٌ لابد منه في هذا الظرف الحساس الذي يمر به العراق بسبب تحديات الارهاب، على الرغم من انه يحمل في طيّاته بعض المخاطر التي يمكن تجاوزها اذا تم دراسة المشروع بتأني وبعقلانيّة وواقعيّة.
ومن بين الأسس التي ينبغي أخذها بنظر الاعتبار في القانون ما يلي:

الف: ان يكون الانخراط في قوات الحرس الوطني على أساس المهنيّة والكفاءة وليس على أساس الحزبية او الانتماء والولاءات الجانبيّة.

باء: ان يتم تحديد قيادة القوات بشكل قانوني واضح، من اجل ان لا تتقاطع مع القيادة العامة للقوات المسلحة، التي يجب ان تظل مشرفة على كل القيادات العسكرية والأمنيّة الفرعيّة الاخرى.

جيم: ان تتحدّد مهامّها في إطار المحافظة فحسب، لنحافظ على هيبة ومكانة الجيش والقوات المسلحة.

دال: ان لا يشمل القانون العاصمة بغداد بأي شكلٍ من الأشكال، اذ ليس من الصحيح شمولها بأي قانون يخص المحافظات او الأقاليم، كون العاصمة رمز العراق فكيف نتعامل معها كأية محافظة اخرى؟.

دال: إبعاد قوات الحرس الوطني في المحافظات المختلطة عن المحاصصات الدينية والاثنية والمذهبية، والا فستكون مشروع صراعات دينية ومذهبية وأثنية في المستقبل.

هاء: ان لا تُسلّح هذه القوات بأية أسلحة ثقيلة، وان تكون قوات برية حصراً.

واو: لا يجوز الاستعانة بقيادات النظام السابق من المتورّطين بحروبه مثلا او بجرائمه كالأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية وقمع الانتفاضة وما الى ذلك، اذ ينبغي ان تكون قوات الحرس الوطني نظيفة من مخلّفات وآثار نظام الطاغية الذليل صدام حسين بأي شكلٍ من الأشكال.
كما ينبغي ان تكون نظيفة من اي انتماء حرّمه الدستور، من الاحزاب العنصرية والتكفيرية والإرهابية وما شابهها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك