لا يخفى الدور التركي, في الأحداث الجارية في المنطقة, وخصوصا في سوريا والعراق.
هيمن أردوغان "الأسلامي", سدة الحكم في تركيا العلمانية, ومع محاولته لإبقاء علمانية الدولة التركية, إلا إن بصماته الإسلامية "الطائفية", بدت واضحة في دول المنطقة, من خلال دعمه أولا للإخوان المسلمين, ومن ثم تنظيم داعش.
بعد تمدد داعش في المنطقة, أعلنت دول العالم, تشكيل تحالف دولي, بقيادة أمريكا لمحاربة هذا التنظيم.
تَشَكَلَ التحالف من أغلب دول حلف شمال الأطلسي (الناتو), والذي تمثل فيه تركيا القوة العسكرية الثانية بعد ألمانيا.
بقي الدور التركي مبهم, في الحرب "العالمية" ضد داعش, فتركيا الداعمة لداعش, والراغبة بإزالة بشار الأسد, وبسط النفوذ في العراق, لم تعلن موقفها الصريح في هذه الحرب لحد هذه اللحظة.
تركيا؛ الطامحة بالإنضمام للإتحاد الأوربي, إنتهجت سياسة وضع قدم هنا وقدم هناك في هذه الأحداث.
فهي تركيا- الداعم الأول لداعش, من خلال تسهيل فتح الحدود أمام مسلحي التنظيم, وكذلك معالجة جرحاهم في المستشفيات التركية, هي بنفس الوقت ملتزمة بحلفها مع أميركا وشمال الأطلسي.
تواجه تركيا عقبات كثيرة في المنطقة, واهمها مشكلة حزب العمال الكردستاني, والذي يشكل تهديد حقيقي لها.
مع أحداث العراق, وحصول كورده على إمتيازات كبيرة, ومع الأحداث في سوريا, وتشكيل الكورد لقوات لحماية مناطقهم هناك, أصبح الهاجس والتخوف التركي كبير, من حلم الدولة الكوردية الذي يطمح له الكورد.
إن الغموض في الدور التركي, يأتي من خلال حرصها على مصالحها, فذكاء أردوغان مكنه من مشاغلة العالم, بغموض الموقف, فأمريكا مثلا؛ تصرح بموافقة تركيا إستخدام قاعدة أنجرليك, تأتي الخارجية التركية, لنفي ذلك وإثباته بنفس الوقت, لتقول "لم نعطي الموافقة النهائية, بسبب بعض التفاصيل".
تركيا "المشاغبة" والحالمة بالسلطنة العثمانية, ستشترك حتما في الحلف العالمي, في الحرب على داعش, ولكن بضمانة عدة أمور, تعتبرها استراتيجية لأمنها القومي.
الأمر الأول؛ هو تعهد أمريكا بعدم إنشاء دولة كردية أو تسليح أي قوات كوردية, والثاني يتمثل بالتعهد بتسليم الحكم لسلطة "سنية" في سوريا بعد الإطاحة بالأسد متناغمة مع تركيا, وآخرها تسهيل إنضمام تركيا للإتحاد الأوربي.
https://telegram.me/buratha