رغم الم الزمان وقسوته ، ورغم المحن التي مرت بمدينتي الا انها مازالت واقفة ، ويداعب الهواء نخيلها ، رغم كل الجراح والالم سوف تبقى شامخةً ولن تنحني ورغم الدمار رغم العذاب رغم الدماء بغداد لن تهزم لن تركع لن تموت فلتسمع يا شبح الخراب ....
بالامس سقط لا يقل عن مئة شخص بين شهيد وجريح في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع لهجمات بأربع سيارات مفخخة وهجوم بقذائف المورتر على مناطق متفرّقة من العاصمة العراقية بغداد، التي تعيش منذ أيام على هاجس التهديد من قبل تنظيم داعش الذي مازال يحاول تحقيق تقدما في الانبار .
المراقبون يربطون بين العودة القوية لظاهرة الهجمات الإرهابية في بغداد، وتهديد تنظيم داعش للعاصمة العراقية، غير مستبعدين أن تكون تلك الهجمات بمثابة تمهيد لزعزعة الامن أمام اجتياحها عبر تشتيت جهود القوات الأمنية ومزيد إرباكها.
هذه المحاولات من قبل تنظيم "داعش" لم تأتي لو لم تكن هناك حواضن كبيرة وخطيرة في العاصمة بغداد ، وخريطة تواجد هذه الحواضن معلوم غير مخفي في المناطق الغربية لبغداد، مه وجود الخلايا النائمة في تلك المناطق ،و التي هي الاخرى تنتظر الفرصة المناسبة للقيام بتحرك نحو موسسات الدولة ومحاولة اثارة وزعزعة الأمن في بغداد .
يأتي هذا بالتزامن مع توجه الانظار صوب إمكانية استخدام قوات غير عراقية في تلك الحرب. حيث رجح رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، لجوء التحالف الدولي الذي تقوده بلاده الى استخدام قوات برية لتحرير المناطق التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم داعش في العراق.
الادارة الامريكية تحاول من جهتها فرض الامر الواقع على العراق ، وتحاول ارغام الحكومة العراقية على القبول بعودة الاحتلال مرة ثانية تحت عنوان جديد أسمه "تهديد داعش" وأثارة التهديد بسقوط بغداد بيد عصابات داعش الاجرامية .
التفجيرات الاخيرة ، وتمدد الارهاب في المناطق الغربية ومحاولة إسقاط الانبار واحتلالها من الدواعش ، وعدم جدوى الطلعات الحوية الامريكية والغربية تحت مسمى التحالف ، والترويج الإعلامي الكبير لهذا التنظيم الخطير ،جميعها مؤشر خطير على وجود اجندة وسيناريو خطير تقوده الادارة الامريكية لإعادة احتلال العراق وبسط نفوذه عليه .
الفتوى الكبيرة للمرجعية الدينية العليا ، في الجهاد الكفائي قلبت الطاولة على هذه المخططات و السيناريوهات واستطاعت من أعاده التوجيه الجماهيري ، وبثت روح الانتماء للوطن والدفاع عن المقدسات ، كما ان فتوى سماحه السيد السيستاني قطعت الطريق امام مخططات الغربوحلفائهم في المنطقة في بث روح الفرقة بين ابناء الشعب العراقي ، واثارة النعرات والشحن الطائفي الخطير والذي يمهد نحو التقسيم الخطير وتنفيذ مشروع بايدن على الارض .
بغداد ليست الموصل لتباع وتهدى الى الدواعش لتكون بذلك دولة الدواعش الإرهابية ، وليست الانبار لكي يمتزج عقال بعض المعقلين مع الدشداشة القصيرة ليخرج لنا نوعا من الارهاب الممزوج من الحقد البعثي الذي حمله ابناء "عفلق " منذ تأسيس هذا الحزب الفاشي ليكون ماكنة تسحق الشعب العراقي وتحطم أمانيه .
بغداد أسقطت المغول مرات ومرات ، وسقط على أعتابها المحتلين حينما حاولوا ان يركعوها ،ولكن لم تركع ، وبقيت صامدة ولم تغادر ،بل غادر الغرباء بلا رجعة .
اليوم بات في حكم المؤكد ان القوات الأمنية ومساندة ابناء الحشد الشعبي هي من سيتحكم باصول اللعبة العسكرية على الارض ، وهم سيكونون اصحاب القرار في دحر داعش اذا ما توفرت لهم وسائل ادامة الزخم العسكري واللوجستي الذي تعمل الحكومة جاهدة على توفيره . وعلى الدواعش ان يعوا ان ابواقهم المأجورة وممارساتهم لحرب الاشاعات والحرب النفسية والتي باتت لعبة مكشوفة ، لهذا على الدواعش ومن يساندهم ويمولهم ان يعلموا علم اليقين ان اسوار بغداد ستكون مقبرة كبيرة لجيفهم اذا ما فكروا مجرد تفكير بالاقتراب من بغداد وستكون نهايتهم كنهاية اسلافهم المغول .
https://telegram.me/buratha