المقالات

نحو إجتثاث عالمي للعقل السعودي!..

2008 07:39:19 2014-10-23

قاسم العجرش

لأننا مخلوقين ولسنا خالقين؛ فإنه ليس من حقنا تقديم إفتراضات فيما يتعلق بالخلق، إلا بالتسليم بأننا هكذا خُلقنا، بإرادة الخالق جل في علاه، لكن يمكننا التفكر بالخلق، كي نعرف لماذا خلقنا على ما نحن عليه!

في هذا الصدد، ثمة سؤال يطرق أبواب العقول دوما، مؤداه لِمَ لَمْ يخلق تعالى الكون على شكل واحد، والإنسان على طبيعة واحدة، والبشر على عقيدة واحدة، وهو القادر على كل شيء، حيث لا يُسأل عما يفعل؟!

بعض المهووسين بالثقافة الغربية، يرون أن التعددية نـتـاج غربي، وأن ثقافتنا الإسلامية بعيدة عن هذا المفهوم، والواقع أنهم ينطلقون في فهمهم هذا، من أنهم أينما يتلفتون حولهم، يجدون شيوع ثقافة لا تقبل الآخر، الذي يخالفنا في العقيدة، أو الإنتماء الحزبي والقناعة الفكــرية.

الحال أن مثل هذا الهوس الفكري، يشكل خطرا صادما على ديننا، لا سيما أن التعددية أصل من أصول المعتقد الإسلامي وجوهره، فالـواحـد هـو تعالى وحـده، والتنوع في الكون والإنسان أمر من اختيار الخالق، الذي خلق الوجود على أساس تنوعي، والــتـنـوع ضرورة حتمية لاستمرار البقاء على الأرض.

 لهذا فإن مفهوم التعددية يحتاج الى تأصيل في ثقافتنا، بمعنى أن يجري بناء منظومة فكرية وعقائدية، تؤمن بأن العقيدة الإسلامية، ترى الحياة متعددة الألوان في كل مناحيها، وأن التنوع سنة إلهية لا محيد عنها، وأن من يرفض التعددية في السلوك الإنساني، إنما يرفض الوحدانية التي اختص بها تعالى.

إن تعدد الهويات والمسالك والتصرفات، أمر طبيعي في الحياة الإنسانية، بسبب إختلاف البيئات والمؤثرات، لهذا تعتبر التعددية أصلا، حيث لا يمكن تـصـور الإسلام بدونها، ويدعم هذا الأصل آلاف الشواهد والنصوص، سواء في القرآن الكريم، أو في مصادر التشريع الأخرى، وفي مقدمتها ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام.

في هذا الصدد؛ لا توجد مشكلة في فقه مذهب أهل البيت عليهم السلام، وأتباع هذا المذهب يرون في الآخر مثيل لهم، وقاعدتهم في ذلك: "الناس إمّا أخٌ لكَ في الدِّين أو شبيهٌ لكَ في الخَلْق"، ولذلك فإن الشيعة منفتحين على كل المذاهب الإسلامية، وعلى الأديان الأخرى، بل حتى على غير الموحدين، ويبقى الإحسان للمسالمين منهم، عنواناً عامّاً وقاعدةً عريضة، لتعاطي الشيعة مع الآخر أياً كان.

المشكلة هناك في العقل الوهابي المتحجر، الذي يعتقد أنه وحده من يمتلك الحقيقة، ولذلك خطف باقي المذاهب الإسلامية، وهمش النوازع الإنسانية والأخلاقية، لصالح القسر والإلزام وإعتناق الرأي الواحد..

العقل الذي يرى غيره كفارا مارقين، يتعين التخلص منهم بالقتل والقتل فقط، هو ما أنتجته المملكة الوهابية السعودية.

كلام قبل السلام: لا سبيل أمام البشرية كي تعيش بسلام، إلا أن تدمر المصنع وتجتث الصناع!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عدنان
2014-10-23
استاذنا من بعد التحية والاحترام ان الفكر لايمكن اجتثاثه بالقتل، ودليل ذلك في التاريخ الخوارج الذين لم يبقى منهم الا تسعة، عندما حاربهم الامام علي عليه السلام، فالفكر وحتى المتطرف والكافر لايمكن زواله الا بفكر اقوى منه، ذا حجة عقلية ، ومصادر مترابطة وصحيحة نقلية، واليوم الاخوان في مصر فبالرغم من عدم رغبة الشارع المصري باغلبه فكرهم، لكن لهم مؤيدين وانصار يفجرون وينتحرون، ولايخافون الاعتقال وحتى القتل، والبعثيين عندنا لازال لهم انصار وهو فكر علماني غير مفهوم، بل ازلامه يحاربون من اجل عودته، وما التفجيرات الاخيرة الا باشارة منهم لاستمرار الفتنة، فللخلاص من هذه المذاهب المتطرفة ، ينبغي نشر مذهب اهل البيت بطرق متطورة واساليب تناغم العقل والقلب معا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك